الرئيس الراحل المغفور له أعل ولد محمد فال ضابط عسكري سامي ينتمي للجيل الثاني من ضباط المؤسسة العسكرية في موريتانيا، وواحد من الرعيل الأول من ضباط المؤسسة العسكرية .
قاتل في السبعينات إنتصارا لعلم موريتانيا ودفاعا عن أرضها ووجودها الإقليمي، وحين صمتت المدافع وعاد الجنود لثكناتهم عاد الضابط الشاب ليخدم مؤسسته العسكرية المحطمة بفعل الحرب، تقلد عدة مناصب سامية وهامة وكان حاضرا في أكثر لحظات موريتانيا حرجا وصعوبة، سلسلة الإنقلابات والإغتيالات المتتالية ..ضعف الدولة وإنهيار الإقتصاد، وفي العام 84 ظهر إسم الشاب لأول مرة في إنقلاب عسكري .
بعدها غاب الرجل عن الصورة ليبقي الممسك بأمن البلاد وبكل خيوطه طوال 25 سنة، وطوالها كان حسب كل من عرفوه، أو أرغمتهم الظروف لزيارته مطلوبين أو مسجونين على قدر كبير من الأخلاق والنزاهة في تعاطيه مع الملفات السياسية والأمنية .
وفي العام 2003 وجد نفسه يلبس الزي العسكري مجددا ويعود للتنسيق داخل مؤسسة خبرها وعرفها وكان له كبير الفضل في إحباط إنقلاب 2003 الدموي.
في العام 2005 كان الرجل المهيئ الوحيد لقيادة البلاد والعبور بها إلى بر الأمان لخبرته ولتاريخه في المؤسسة العسكرية ولعلاقته الطيبة مع الجميع .
تقاعد الرجل بعد سنتين وخرج من الرئاسة ومن الجيش مصحوبا بزهو كبير كثاني رئيس عربي يتنازل عن السلطة طوعا للمدنيين من أجل تكريس الديمقراطية كخيار للحكم في المنطقة العربية حيث الإنقلابات .
تقاعد الرجل من المؤسسة العسكرية وترقى الضباط الذين كان يقودهم لرتبة جنرال، وفي لحظة فاجعة من يوم الجمعة 5 مايو 2017 نعت السلطات الإدارية في تيرس الزمور، الرئيس والعقيد والرجل القوي في التاريخ الموريتاني، ووقف الجنرالات مفجوعون وهم يودعون بالدموع العقيد الذي قادهم وترأس عليهم وعبر بهم محطة من أكثر محطات موريتانيا حرجا وقلقا .
رحم الله العقيد الرئيس الأسبق اعل ولد محمد فال وغفر له .
عن مسارات