صعقت لهول المفاجأة
عاجلنى حمار وقور وهو يرمى علافته "حبيب الله هل صحيح أن أمربيه غادر وكالة الوثائق المؤمنة"
قلت له " نعم هذا صحيح" لاحظت دموعا تتجمع فى عينيه وهو يغالبها قائلا " هل تعرف أنها كارثة إنها أشد علي من "دبرة" فى مؤخرة الظهر فحتى الآن لا أملك جوازا ولا بطاقة تعريف ولا مستخرج ميلاد"
تقدمت دجاجة لطيفة ومعها كتاكيتها اقتربت منى "حبيب هل تعرف أننى وابوالعيال وهؤلاء الصغار لانملك مايثبت أننا موريتانيون وامربيه ذهب قبل أن نتدبر أمرنا"
قلت مندهشا "سيدتى كيف تتدبرون أمركم" قالت "كان يبيع للبشر وثائقهم بالمال فكل مواطن يدفع مبلغا للحصول على وثائقه وكنا نجمع ما يبقى عنا من القمح وخشاش الأرض لنشترى به أوراقا ثبوتية"
علق الحمار بحزن " صحيح فأنا جمعت حوالى 33 كلغ من القمح و"ركل" كنت أستبقى يوميا بعضا من غذائى حتى يحين الدور علىينا معشر البهائم لندفع له "الخراج" مقابل وثائقنا الثبوتية
علقت معزاة محتشمة " حبيب الله هل تظن بأن خلفه سيمنحنا اوراقا ثبوتية"
أجابت بقرة ضمن الحشد "قد يلتفتون نحونا مع أننى سمعت أن مواطنا اسمه محمدو ولد صلاحي وهو بشر وليس حيوانا وموريتاني أصلا وفرعا كان مسجونا فى الخارج لم يمنحوه أوراقه فكيف يلتفتون إلينا نحن البهائم"
قفز بين الجموع قط "مصنوع" وراثيا وهو يقول " الغريب أن الرجل المعين مكان امربيه عين فقط بعد اربع ليال من ظهوره على التلفزة يمدح الرئيس"
انطلقت واذان المغرب يتوزع عبر مكبرات الصوت من المساجد المجاورة استوقفنى عتروس مهيب اللحية قوي الرائحة قائلا "حبيب الله هل يمكنك التوسط لى عند مديرة التلفزة الموريتانية أومدير قناة شنقيط للظهور عليهما لعل وعسى أن اعين أوأجد أبسط حق من حقوقى ولن أزيد على القول إن عزيز هو هدية إلهية لموريتانيا بشرا وحيوانا وأنت تعرف أننى أفضل من عشرات الوزراء والمديرين فى الدولة فأنا عملي لا أضيع وقتى ولا أسرق ولا أكذب ثم اننى وسيم كما ترى"
قذفت بنفسى الى المنزل وشخص فى الاذاعة يقول بكسل "إن ظمأه ذهب وعروقه ابتلت وأجره ثبت إن شاء الله"
منقول من صفحة الكاتب حبيب الله ولد أحمد