أثار منشور لناشطة سياسية في الجزائر بشأن مكبرات الصوت في خطبة الجمعة ضجة كبيرة، ووجدت الناشطة نفسها متهمة بالإلحاد والكفر، فيما نفت هي الاتهامات المنسوبة إليها، مؤكدة على أن بعض الصحف حورت كلامها وجعلته على مقاسها بحثا عن سبق صحافي فارغ من أي محتوى.
كل شيء بدأ بمنشور على صفحة الناشطة أميرة بوراوي على موقع «فيسبوك»، والتي عرفت بانتمائها لحركة «بركات» التي تظاهر أفرادها قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الشارع ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة.
وقالت بوراوي في منشورها إنه في عهد الرسول (ص) لم تكن هناك مكبرات صوت، فهل استعمال مكبرات الصوت في خطبة الجمعة ضروري، خاصة وأنه قد يكون فيه أذى للمرضى والنائمين، متسائلة ألم يكن ممكنا إلغاء مكبرات الصوت بالنسبة للخطبة، والإبقاء عليها فيما يتعلق بالأذان، مثلما هو الأمر في تركيا.
في نفس الوقت سارعت بعض مواقع الصحف إلى وضع يدها على هذا المنشور، وكتبت بأن أميرة بوراوي تدعو لإلغاء الأذان في صلاة الجمعة، وهو الأمر الذي أثار موجة من التعليقات الغاضبة، كما هو الحال بالنسبة لأغلبية مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لا يحاولون التأكد من صحة الكلام المنسوب لهذا أو ذاك، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بقضية مثل هذه، وانهال السباب والشتائم على رأس أميرة بوراوي، التي راحت تحاول يائسة الدفاع عن نفسها، والتأكيد على أنها لم تطالب بإلغاء الأذان، لكن السيف سبق العذل، والأغلبية ممن هاجموا بوراوي لم يكن لديهم وقت يضيعونه مع تبريراتها ولا مع محاولاتها لشرح موقفها.
في اليوم التالي خرجت حملة السب والشتائم من مواقع التواصل الاجتماعي إلى صدر الصحف، وفتحت صحيفة «الشروق» الباب أمام أحد رموز التيار السلفي عبد الرزاق حمداش الذي لم يتوان عن وصف بوراوي بالزنديقة والملحدة، وهو ما ردت عليه الناشطة بالقول إن هذا السلفي وضع نفسه مكان رب العالمين، وإنه هو من أصبح يقرر من الكافر ومن المؤمن، وإنه في الوقت الذي يبني فيه الجيران ديمقراطية حقيقية، يضيع الجزائريون وقتهم في قضايا مثل هذه.