رمضان شهر الرحمة والغفران شهر التسامح والصفح بين المسلمين، هكذا ينبغي أن يكون، أما في ذاكرة قوم فهو شهر يذكر بالتعذيب والمأساة والظلم على البشر.
من هؤلاء القوم المهندس الموريتاني محمدو ولد صلاحي فكلما جاء شهر رمضان المبارك تذكر آخر رمضان يصومه مع والدته رغم أنها توفيت بعد ذلك ب12 سنة.
يتذكر محمدو ولد صلاحي رمضان 2001 الذي سلمه مدير أمن الدولة إلى المخابرات الأردنية بعد أن ودع أمه قسرا يقول ولد صلاحي "وصلت إلى الأردن يوم 12 من رمضان 1421 الذي يوافق 29 فبراير 2001، وصلت عمان مذعورا جدا بعد أربعة عشر ساعة من التحليق في الجو، ودعت بلادي وقت الإفطار يوم 28 نوفمبر (يوم عيد الاستقلال الموريتاني) وبتنا ليلنا في الطائرة الأردنية الصغيرة، لم أكن أسمع أي شيء، هي رحلة إلى المجهول، لا يدري المرء فيها إلى أين يذهب وماذا سينتظره، بت في تلك الطائرة، كنت أسترق صوت الإذاعة الأردنية وهي تهمس ببعض الأخبار البسيطة.." وهناك بدأت رحلة جحيم استمرت خمسة عشر رمضانا متتالية.
أما في رمضان 2017 فإن ولد صلاحي يعيش بين أهله وذويه لكنه رجل "بدون" غير موجود قانونيا لا شيء يثبت على لوائح موريتانيا أن هناك شخصا اسمه محمدو ولد صلاحي، مواطن مجهول منفي من الحياة المدنية، مأساته في هذا رمضان وإن كانت أقل من مأساة التعذيب الجسدي في رمضان 2001 إلا أنها تعذيب نفسي أشد فالرجل لا يستطيع أن يسافر إلى أي مكان من الوطن فضلا عن سفره إلى الخارج..
ترى هل ستنتهي مأساة ولد صلاحي ويعيش في رمضان آخر نال جميع حقوقه المدنية؟؟
مختار بابتاح