عاد الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز زوال اليوم الأحد إلى نواكشوط قادما من العاصمة السنغالية داكار بعد أن شارك في الدورة الخامسة عشرة لقمة المنظمة العالمية للافرانكوفونية.
وقد شارك في أعمال القمة قادة ورؤساء حكومات الدول الناطقة باللغة الفرنسية ، البالغ عددها 77 دولة ، ووفودهم وممثلين عن المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.
وناقش المؤتمرون العديدة من النقاط كان على رأسهم ، اختيار أمين عام للنظمة يخلف السنغالي عبدو ضيوف ، إضافة إلى تحديد الاتجاهات الاستراتيجية للفرانكوفونية خلال الأعوام العشرة المقبلة ، وبحث سبل تعزيز الفرانكوفونية الاقتصادية التي تهدف لمساعدة كافة الدول الفرانكوفونية على المشاركة الفعلية في الاقتصاد العالمي ، كما تناول المستجدات السياسية في أزمة بوركينا فاسو ومرض الأيبولا الذي يطال بلدين فرانكوفونيين هما غينيا ومالي.
ولم تغب قضايا “النساء والشباب” عن نقاشات القمة باعتبارهما من الطبقات الأكثر تهميشا والتي تعد من أبرز ضحايا الحروب والصراعات في أفريقيا.
وتعقد المنظمة الفرانكوفونية مؤتمر قمة كل سنتين يحضره رؤساء الدول والحكومات أو مندوبين عنهم لمناقشة القضايا الملحة الخاصة بالدول الفرانكفونية وبحث انضمام دول جديدة ، والتعريف باستراتيجية المنظمة خلال عشر سنوات للحفاظ على نفوذها وتأثيرها على الصعيد العالمي ، فضلا عن انتخاب منصب الأمين العام.
وقد عقد حتى اليوم 14 مؤتمر قمة كان أولها في فرساي في فرنسا عام 1986 ، وآخرها في كينساشا بجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2012.
كما تعقد المنظمة مؤتمرين دائمين على المستوى الوزاري الأول لوزراء التربية والثاني لوزراء الشباب والرياضة، وتعقد أيضا ًمؤتمراً سنوياً يحضره وزراء الخارجية أو وزراء الفرانكوفونية.
ويقصد بـ”الفرانكفونية” مجموع الأشخاص والدول الناطقين باللغة الفرنسية ، وظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1880 ثم في عام 1926 أوجد عدد من الكتّاب ما يسمى بـ “جمعية الكتاب باللغة الفرنسية” ، وبعد ذلك في عام 1955 أنشأ الصحفيون جمعية مماثلة.
وفي 20 مارس 1970 تم تأسيس وكالة التعاون الثقافي والتقني، بحضور ممثلين عن 21 دولة، والتي أصبحت لاحقاً المنظمة الدولية للفرنكوفونية ، وصار هذا التاريخ يوما عالميا للاحتفال بالفرانكفونية.
وتبلغ ميزانية المنظمة السنوية 84 مليون يورو، ويتم توفير هذه الموازنة من مساهمات الدول الأعضاء ومساهمات إضافية من الشركات في القطاعين العام والخاص ، وتعتبر فرنسا أكبر ممول للمنظمة يليها كندا وبلجيكا.
وكان من أبرز أهداف المنظمة تعزيز حوار الثقافات والحضارات بين الدول والشعوب الفرانكفونية، والمساهمة في حل الخلافات وتعزيز قيم الديموقراطية وذلك من خلال تعزيز اللغة الفرنسية وتشجيع التنوع الثقافي واللغوي فضلا عن ترويج ثقافة السلام والتعاون والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتضم المنظمة الفرانكوفونية حالياً 77 عضواً وهم 57 دولة لهم صفة العضوية الدائمة و20 مراقباً، ويلاحظ أن أكثرية الدول الأعضاء هي دول فقيرة تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية صعبة.
وتتبع المنظمة الفرانكوفونية بعض الهيئات مثل الوكالة الجامعية للفرانكوفونية في كندا، الجمعية الدولية للبلديات الفرانكوفونية، جامعة سينغور في الإسكندرية في مصر، شبكة تلفزيون “تي في 5 الدولية” ومقرها في فرنسا، والجمعية النيابية للفرانكوفونية، إضافة إلى المجلس الدائم للفرانكوفونية.
وتقوم الأمانة العامة والأمين العام لمنظمة الفرنكوفونية بإدارة المؤسسات الفرانكوفونية المذكورة ، وينتخب الأمين العام من قبل ممثلي الدول الأعضاء لولاية مدتها أربع سنوات قابلة للتجديد.