رؤية موريتانيا الجديدة2009-2023
المتصالحة مع الماضي ومع المستقبل
تغير المشهد السياسي الوطني في مجال ضمان الحريات وصونها بعد عهود من الاستبداد والانسداد، وأصبحت موريتانيا في صدارة الدول المستقرة أمنيا في العالم، وترسمت الخطى في وضع قواعد حكامة اقتصادية متميزة تحارب الرشوة والفساد وأمنت بذكاء التوازنات الأساسية لعبور عهد(انخرام الدول، وفوضى فكر الإرهاب)،
تلك جسور شدناها ، وعبرنا بها إلى بر الأمان، خلال ثمان سنوات من رؤية موريتانيا الجديدة.، بقيادة الرئيس الشجاع محمد ولد عبد العزيز.
وتثمينا لهذه المنجزات ، خاطب المنتخبون الرئيس، في ألاك وكيهيدي وسليبابي، واستقبلته الحشود الشعبية بلغة المنتصر، وفاء منهم لتلك الانتصارات ، وتثمينا منهم للشبكات التي ربطت أجزاء الوطن بعضه ببعض في مجالات: الطرق، والمياه، والصحة ، والكهرباء.
تحدث الرئيس في عواصم الولايات الأربع : روصو ، ألاك ، كيهيدي وسليبابي عن اهتمام موريتانيا الجديدة بالثروة البشرية، والهوية الوطنية ، واعتزازها بديننا الإسلامي ، وثقافتنا، وانتصارنا لشهدائنا ومقاومينا، وسعينا الحثيث إلى مرتنة دستورنا، والإقلاع بايجابية وطمأنينة نحو المستقبل الزاهر، ومضينا الحازم الى اجراء تغييرات جذرية في الحوكمة، والاقتصاد، والبناء، والتعليم، واقتصاد المعرفة، وفي الطبقة السياسية،ورسم بذلك أمام الحشود الشعبية، لوحة ملامح أفق التغيير الذي تنفس صباحه، وأشرق ضحاه ، في جميع ولايات وطننا العزيز.
أي الفاتورتين ندفع، وأيهما أقل تكلفة؟
وأي المسارين أغوى أو أرشد؟
مسار يعيدنا إلى الخلف،ثواره رحلوا أشلاء ودمى، وتبروا سجونا وحصارات، كما رحلت ثوراتهم في مصر، وليبيا، وسوريا واليمن، وزالت بزوالهم مؤسسات دول بأكملها، وهدمت المساجد والصوامع والبيع، وأصبحت التنمية والديمقراطية والسلم الأهلي نعوشا، واحتل الأجانب، الأجواء، واليابسة والشواطئ، وبلقيس اليمن تتكلم في سورة النحل :((قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34))) قال شيخ المفسرين الطبري:دخلوها عنوة، وأذلوا أحرارها.. وكذلك شاهدتم وشهدتم "أيها الثوار الجدد"؟
مسار إن سلكناه بلا، قادنا إلى غلمان يؤلهون المستعمر، ومدرسته، لا عقول راشدة لديهم، ثلث يقضونه في الأكل والشرب، وثلث في اللهو والسمر ، وثلث في المكياج والصياح والصراخ..
مسار إن أخذنا لجته بالمقاطعة والحياد، أعادنا إلى زمر شيوخ الاستبداد والفساد، الذين جمعوا بين مانعي الزكاة ، وعبدة رؤساء الأحزاب، وتجار المبادئ والحركات، ورائشي الأنظمة البائدة ، التي جاءت هذه التعديلات لتمحو آثارها، وتسد الباب أمام طغاتها ،وجباتها، وغلاتها، وعبدة خوارها.
أم مسار: نعم للتعديلات الدستورية ، الذي هو تثبيت للأمن والاستقرار، وترسيخ لنهج رؤية مورتانيا الجديدة، التي تحمي منجزاتنا الوطنية التي حققناها منذ2009 الي2019، وخياراتنا الرشيدة في الحوار الوطني الشامل، وفي استفتاء5 أغسطس، وفي مسار إلى الأمام نحو توطيد رؤية التغيير البناء المستقبلية.
العالم الذي يمور ويتغير بوتائر متسارعة، يبرر لنا أن نأخذ أفضل السبل لحماية أمن بلدنا وطمأنينة شعبنا ، وبناء تجربتنا الدستورية والتنموية المسايرة لحقائقنا وخصوصياتنا، وإفشال كل مشاريع التشويش على نضالاتنا وتضحياتنا.، ووضع رؤيتنا الوطنية: مقاربات، وحوارات، وتعديلات، وخيارات، فوق كل اعتبار.
فأيهما أقل تكلفة؟ وأيهما أضمن للسلامة ؟
أن نقف حيث يقف البناة، ونسير حيث يسير الرئيس المنتخب، الذي عبر بالسفينة في كثير من الأمواج المنحية ، والعواصف الهوجاء.
أم نذهب مع بطة كسيحة عرجاء اسمها (المنسقية) ، أو (دار الندوة)، بقرات عجاف، يأخذن العلف من تاجر اسم قليسه: الويتساب.، إلي غياهب المجهول؟
الاستفتاء يقود البلد إلى رؤية موريتانيا الجديدة، التي تسير ببلدنا إلى ولوج سلس للأسواق والاقتصاديات الجديدة ،والى مسارات الثورة التكنلوجية في مجالات الجراحة والتعليم والصناعة والإعلام الجديد،و لغة التكنلوجيا (لغة الذكاء الصناعي، والواقع الافتراضي)،واعادة تدوير لتنافسية في أسواق في عالم معولم ،تتبدل صناعاته، وموانئه، وأسواقه، وقباطنته وحكوماته، وتوزع تركاته وأسهمها ، في كل مكان.
موريتانيا الجديدة التي تمنح الشباب الموريتاني، وشرائحنا الفقيرة والمهمشة الكادحة ، الأمل في بناء دولة عصرية راقية، وذلك بضمان أربع مخرجات تتمثل في: التسويق الأخلاقي والقيمي لمقاربتنا الثقافية ووسطيتنا الدينية، والتحاقنا بركب اقتصاد المعرفة، وعصر الاقتصاد النظيف، وولوج بلدنا مبكرا لأسواق المستقبل الحديثة، وترجمة ذلك :
أولا- أن تقود موريتانيا الجديدة إفريقيا والوطن العربي، إلي قيم وثقافة المحبة والرحمة والسلام، التي تمثلها ( مقاربة جمهوريتنا الإسلامية)، في مواجهة تيارات التطرف، والكراهية، والتمييز العنصري.
ثانيا – أن تتبوأ موريتانيا الجديدة ، مكانتها في اقتصاد المعرفة، بمؤشراته14، وبمرتكزاته الأربعة:
1- الحاكمية الرشيدة.، النظام الاقتصادي لمؤسسي.
2- الابتكار(البحث والتطوير).، الذي يجسد الارتباط بين ثلاثية إنتاج المصانع، وخبرات التعليم الأكاديمي، ومراكز الأبحاث.
3- الربط بين تمهين التعليم، و تنمية الموارد البشرية.
4-تدعيم البنية التحتية للتكنولوجيا التي تدمج العائد الرقمي لكل من: الاتصالات،والمعلومات، وثورة الاينفو - ميديا.
(انظر الجدول المرفق:):
ثالثا: أن تلج موريتانيا الجديدة بقوة ، عصر الاقتصاد البديل(اقتصاد الطاقة المتجددة)، الاقتصاد الأخضر النظيف، وتكون رقما في معتدلات الاقتصاد التشاركي القائم على منصات التبادل في مجالات: العقار، والنقل، والثقافة والتعليم، والتموين والأجهزة، والاعتدال والسلم ، وبناء اقتصاد المقاولات الصغيرة والخفيفة الذي يملكه شبابنا المسلح بالعلم والأخلاق والحكمة.
رابعا: ولوج موريتانيا الجديدة ، للأسواق الجديدة، الأسواق الواعدة :(الصين ، الهند، البرازيل ، المكسيك، روسيا، دول مراسي الموانئ والصناعات الجديدة، وقارة الشباب افريقيا الآمنة).
لقد أفل عهد النخب التي تعيش على الاقتصاد الاستهلاكي، واستيراد الأفكار والتجارب والنظريات الأجنبية .، والتحويلات المالية من مراكز التحريض الناضبة.، وأسواق التهريب والمخدرات ، وفديات وحلوان كهان الجريمة المنظمة.
لقد انتهى عهد الاستهزاء بديننا وثقافتنا وقيمنا ، والتسكع على موائد وتقارير وأعطيات ورشاوى السفارات وأرباب العمل الخصوصيين، وكازيونات الغمار بالمال العام .
كما انصرم عهد سجون أصحاب الرأي، والتجسس على من يعبر عن وجهة نظره، في الغرف المظلمة، أوعبر المناشير الموزعة، والكتابات الجدرانية في غلس من الليل.
لم يعد بالإمكان أن يؤمم البلد، وخيراته، ومصالحه خمسون شخصا، لأن شباب موريتانيا اليوم، وشعوب ولاياتها، و الواقفون على أقدامهم ، أحرارا، أقوياء، لا يخشون في الحق لومة لائم، هم من يصوغون لغة حوار جديد، تستمد قوتها من دماء الشهداء وعبقرية المقاومين، ومن مدد ومداد العلماء الربانيين، وعلى مدار ثمان سنوات أكد شعبنا أنه أقوى من كل حملات التشهير،
وتب وكبكب، كل من سحره المستعمر، ومن أذهب عقله النظر الى ناطحات سحابه ، أوثورات-احتلاله ونكاله.
نعم للإصلاحات الدستورية، ولمسار رؤية موريتانيا الجديدة،
أقل تكلفة من الذهاب إلى المجهول .
نعم نجاح حاسم ، لمرتكزات رؤية تنموية حداثية ، لموريتانيا الجديدة2009-،2023، موريتانيا المتصالحة مع الماضي والمستقبل.