قد لا يكون ما سأنثره هنا أكثر من: "تسريب الهواجس" أو محاولة للفهم بصوت مرتفع... ولكن قديما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: "يا سارية الجبل الجبل من ترك الحزم ذل"!
فعلا؛ أستغرب من انشغال بعض السياسيين الكبار من الموالاة وبعض المدونين بما أصبح يعرف بتسريبات "ولد غده" وكأنها الفتح المبين.
مع تقاعس وفتور ملحوظ في الفعل السياسي والتعبئة للتعديلات في الواقع وفي العالم "الافتراضي" مع تحفظي على دقة هذا المصطلح.
فمع أن تلك التسريبات سالفة الذكر قد كشفت جزءا لا يستهان به من الحقائق التي قد تفيد في الصراع السياسي "الميكافيلي" مع المعارضة.
إلا أنها تضر بشكل واضح من يرفع شعار القيم النبيلة والانتصار للمقاومين الأبطال بما يرمز له ذلك "الانتصار" من "نخوة وشهامة" تجعل الإنسان يسمو بنفسه عن القاع حيث انتهاك خصوصية الأشخاص وتتبع عورات الناس.
ولماذا ننشغل أصلا بأمور بسيطة بينما نغفل عن البحث في ما وراء "المشهد" بعقولنا دون أن نتجسس أو نغتاب.
بعبارة أخرى يجب علينا كموالاة ناصحة في هذا الظرف الحساس أن نبحث عن تسريب أكبر، فنستعير مقلتي "زرقاء اليمامة" وحدس "إسحق لوريا".
لنتساءل:هل يفعلها المنتدى...(فيشارك رغم المقاطعة)؟!
هل تزحف الأشجار فعلا وعلينا تصديق زرقاء اليمامة: فإن كان ما رأت لم نهزم من غفلة وإن خان "لوريا" حدسه كما خانها البصر فما على من ركب الحزم من حرج.
بلغة بسيطة: هناك مفاتيح يمكن أن تساعدنا في تصور الاحتمال الأسوء:
أولا: دعوة المنتدى لمناضليه للتسجيل على اللوائح الانتخابية.
ثانيا: رفع المنتدى لشعار المقاطعة والتحرك على الأرض لتأكيد التمسك به.
ثالثا: انسحاب حزب اللقاء الديمقراطي المفاجئ وإعلانه المشاركة في الانتخابات؟!
فلا جرم بعد ذلك لو قال قائلها: ماذا لو شارك المنتدى عبر "حزب اللقاء" ووفر للأخير ممثلين في مختلف جميع المكاتب على عموم التراب الوطني.
وماذا لو بدأ المنتدى بالتعبئة للتصويت في الساعات الأخيرة بطريقة غير مباشرة، أي أن :يصوت مناضلوه كأفراد ومواطنين فقط لا كمناضلين ومنتسبين لأحزاب.
فإن حدثت المفاجأة كشف المنتدى عن نفسه وأزاح القناع عن دوره في صناعتها.
وإن فازت التعديلات: لم يجد كبير حرج في مواصلة المشوار.
أجد هذا الحدس أكثر منطقية من خيار المقاطعة السلبي.. ولست قادرا على إقناع نفسي أن المنتدى لا يفكر في خيارات أكثر من النزول إلى الشارع أو التفرج في انتظار انقلاب عسكري.
وإن لم يكن في الجبة إلا ذلك لجاز لرئيس الجمهورية أن يمد رجله.