اعتُقل أحد مسافري الدرجة الأولى على متن إحدى رحلات خطوط "دلتا إيرلاينز" المتجهة من شيكاغو إلى بكين في شهر تموز/يوليو من هذا العام، بعد ضبطه وهو يحاول فتح باب الطائرة في منتصف الرحلة. وبعد بضعة أيام اعتقل مسافر آخر في إحدى رحلات "إير آسيا" المتجهة من نيودلهي إلى رانشي، للسبب نفسه. وفي كلتا الحالتين تدخل طاقم الطائرة قبل حدوث أي شيء خطير، إلا أن السؤال الذي يشكل الهاجس الأكبر عند أغلب المسافرين جوًا، هو ماذا سيحدث لو فتح باب الطائرة في منتصف الرحلة؟
وكتب الطيار باتريك سميث في مدونته الرسمية: "لا يستطيع أقوى رجل في العالم فتح باب الطائرة، أو مخارج الطوارئ في الجو، لأن الضغط المطبق على كل بوصة مربعة من هيكل الطائرة الداخلي يصل إلى قرابة 8 باوند على علو نموذجي، أي أن كل قدم مربع من الأبواب يتعرض لضغط خارجي قدره 1100 باوند، بالإضافة إلى أن الأبواب تغلق بسلسلة من المزالج الكهربائية أو الميكانيكية التي يصعب زحزحتها".
ولأن الحقائق العلمية لا تستطيع ردع العقل البشري عن تصور فرضيات مخيفة حتى وإن كانت وهمية، يقول سميث لموقع "تلغراف" مجيباً عن سؤال "ماذا لو تمكن شخص ما من فتح باب الطوارئ بطريقة أو بأخرى؟": "ستحدث كارثة حتمًا، في حال فتح باب الطائرة في الجو، في البداية سيقذف الشخص الواقف بالقرب من الباب إلى الخارج، ثم ستبدأ درجة حرارة المقصورة بالانخفاض بشكل سريع حتى تصل إلى مستويات الصقيع، كما أن هيكل الطائرة قد يبدأ بالتفكك".
وتقع أغلب الحوادث المشابهة بسبب عطل ميكانيكي، أو إصلاحات غير منتهية، ويؤدي انخفاض الضغط المفاجئ داخل الطائرة المفتوحة إلى نقص الأوكسيجين، وبالتالي غياب الوعي ثم الوفاة، لذا يتوجب على المسافرين استخدام أقنعة الأوكسيجين بسرعة خلال 15 إلى 20 ثانية، ومن المرجح أن يلجأ الطيار إلى الهبوط إلى علو 10 آلاف قدم ليتسنى للأشخاص الأصحاء التنفس بشكل طبيعي حتى حل المشكلة، أو الهبوط اضطراريًا.
(العربي الجديد)