يغضب الإسلاميون، بعضهم، حين ينعتون بالعلمانية، حتى لو صدر ذلك من حليف لا يمكن وصمه بالسلفية، مثل عزمي بشارة!!! فيعتذرون بكونهم "مجتهدون"، "لهم من وحي الله وتراث الأمة الدليل أو الداعم..." فأين الدليل من وحي الله على إنكار بعض الحدود الذي جاهر به بعض منظريهم ولم ينكروا عليه، ويشتطون في النكير على توظيف آية في سياق خطابي!!! وأين الدليل من وحي الله وتراث الأمة على أن "فرض الحجاب على المرأة مثل فرض السفور عليها" (طارق سعيد رمضان). وأين الدليل من وحي الله وتراث الأمة على قول الغنوشي، والنهضة ترأس الوزارة.."فتحنا المسجد والخمارة، فمن أراد الذهاب إلى المسجد فليذهب، ومن أراد الذهاب إلى الخمارة فليفعل..."، ويصوت نوابه وهم الأغلبية في المجلس، على تخفيض سعر الخمور لتشجيع الاستهلاك!!! والله سبحانه وتعالى يقول:" الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"!!! فهل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتح الخمارة إلى جانب المسجد!!! وأين الدليل من وحي الله وتراث الأمة على أن "الناس يستفتون على تطبيق الشريعة.."(الشنقيطي)!!!
إذا كان الشنقيطي قد صدق في "قوله إن العلمانيين والسلفيين مختلفون في المقدمات متفقون في النتائج"، فهل تراه صدق في قوله.."الإسلاميون والعلمانيون يسعون إلى غايات واحدة بوسائل مختلفة؟" أما حليف الإسلاميين العلماني جدا، ذو الجنسية الإسرائيلة والخلفية الماركسية، المتدثر بالقومية فقد صدق في استنتاجه من دراسته للإسلاميين "الفوارق بين السياسة الدينية والتدين السياسي".. فتجديد، واجتهاد، وحداثة التدين السياسي هي العلمانية عينها... أرجو، عند "العودة للموضوع" أن يتسع "السياق الأشمل"، و"الفضاء الأرحب" لتأصيل هذه "الملاحظات العامة" "في وحي الله وتراث الأمة"... وحبذا لو اتسع السياق الأشمل والفضاء الأرحب لإيراد أمثلة من أخطاء الإسلاميين وتجاوزاتهم على يد شاهد منهم ليأخذ النقد منها "ما ينفع" في تجاوز "التحامل" و"التسفيه"...