عزيزي القارئ إن كنت ممن بقي في انواكشوط صابرا علي العرق والغرق فاعلم أنك لم تذق بعد هجر موريتل وأنك لم تكابد وصلها كمن برم بليالي انواكشوط الخانقة وقرر أن يضرب في فجاج الداخل طلبا ل"صمرة" لا تكدرها رطوبة جو و قمر يطيب السمر علي نوره.
لأهل الداخل قصص تروي في وصل موريتل الذي تجود به لحظات وتبخل به أزمنة طويلة علي طريق الغواني في الدلال. وصل إن جادت به الاقدار انداح عالم الفيس أمام عشاق الانترنت وتوالت طرقات الواتساب علي الهاتف حاملة فوكال غريب ينتظر باشتياق وصديق يعين بما يستطرف , لا يعرف متي تصل موريتل ولا متي تصرم حبال وصلها ويظل أهل الداخل يكررون مع أبي الطيب
وأَحـلَى الهَـوَى ما شكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وفـي الهَجْـرِ فَهـوَ الدَّهْرَ يَرجُو ويتَّقِي
لنا عودة لهذا الشوق في قادم الايام لككنا سنكتفي في هذه الاطلالة بأبيات كتبها الشاعر الشيخ ولد بلعمش وهو يتملي ارض "امحيرث " الساحرة ويتحدث عن وصل الغانية "موريتل"
في امحيرثٍ زَهَدتْ في النَّاسِ ''مُورِتَلٌ'' ** برجٌ طويلٌ و لكنْ طبْعُهُ الخَلَلُ
هيَ السَّرابُ و ما قالتْ دِعايَتُهَا ** يَا صاحِبِي حِيَلٌ فِي إثْرِهَا حِيَلُ
تركتُ أهلِي و إِخْوانِي هُناكَ فلاَ ** تسلْ عن الحالِ إن يومًا بِك اتَّصَلُوا
لا خطَّ فِي الأُفُقِ المنظورِ أوْ أَمَلٌ ** لا قلبَ يسْعَدُ بِاللُّقْيَا وَ لاَ عَمَلُ
جريمةٌ عمرُها الصيفُ الِّذي ظَمِئَتْ ** بِه القلوبُ و فيهِ ضَاقت السُّبُلُ
فإنْ تكُنْ سلطةُ التنظيمِ عادِلَةً ** فأسوأُ الشَّركاتِ اليومِ ''مُورِتَلُ''