نشر الشاعر التقي ولد الشيخ نصا شعريا عنونه بحديث الميم. وقد تضاربت تفسيرات القراء لهذه الميم فمن قائل إنها تشير إلي جراح الأربعين سنة الماضية إلي قائل إنها تحيل إلي أبيات الزمخشري في الفخر المعروفة
وأخرني دهري وقدم معشرا ** على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني ** أنا الميم والأيام أفلح أعلم
لن نرجح بين تلك التعليقات لكننا نقول كما قال ولد أحمديوره
يُبدي البليغُ صبابةً في شِــــــعره
و اللهُ أعلمُ ما أرادَ الشــــــــــــاعرُ.
حديث الميم
ميمٌ من الأعوام لو تتكلمُ
لتألَّمت تحكي لمن يتألَّمُ
كانت لنا أرضٌ وكان لنا أبٌ
بشقائه في زرعها نتنعمُ
حتى إذا أزِف الحصاد رأيته
مُتعفِّفا لا يطَّبيه المغنمُ
لم يتخذ بيتا ولا في ضيْعة
ألِف المصيف تفكُّها يتنسمُ
لكنهُ في كل قلب بيتُه
والقلبُ أرحبُ للكبار وأكرمُ
أبتاهُ؛جلَّحت الخطوبُ وأحدقتْ
بالدرْدَق الثاوين بعدك صيْلمُ
جيلٌ به الأخلاقُ صَوَّح نبتُها
أما الهشيمُ فبالهشيم تحمَّموا
سودُ المشاعر إنْ وعتْ أُذنٌ لهم
فضلاً لسابقهم فما يُثني فمُ
وإذا انحنتْ للجائعين سنابلٌ
فالسُّوسُ منهم بالسنابل أرحمُ
حتى إذا مصوا الدماء ولطخوا
وجه الدِّرَفس تناشدوا وترنَّموا
وغدوا يُذيلون المناقب ضَلَّةً
هذا يسود بها وهذا يُرغمُ
والشعبُ يبتلع الأسى أيدي سبا
ذهبت بريح الشعب نحن وأنتُمُ
يتوحدون على عبادة طوطم
ربَّاً يُخلِّفه عليهم طوطمُ
يجثوا حُماة الفكر ذُلاًّ تحته
فيقول:طبتُمْ قد عرفتمْ فالزموا
ربَّاهُ لطفك فالمسارُ مُطلْسمٌ
والأحنفُ استخذى حِجاهُ وأكثمُ
وعلى المعابر كلُّ غرٍّ حانق
وعن المنابر كلُّ حرٍّ يُشكَمُ
والسيدُ الندس الهمامُ مؤخَّرٌ
ويُقدَّمُ النِّكْسُ الجهولُ الأفدمُ
"ومن الحزامة لو تكون حزامة
أن لا تؤخِّر من به تتقدَّمُ