تشارك ثماني دول أفريقية في فعاليات وبرامج النسخة السابعة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، وينطلق في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري حتى السابع والعشرين منه، تحت شعار "السير والملاحم"، وتشمل هذه الدول كلاً من مصر،والجزائر، والمغرب، وتونس، والسودان، وموريتانيا، وساحل العاج، إلى جانب كينيا.
وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث:"تعتبر ثقافة أفريقيا متنوعة ومتعددة وتتكون من مزيج من القبائل التي لدى كل منها خصائصها الفريدة. وهي نتيجة تنوع السكان الذين يعيشون اليوم في هذهالقارة، وتظهر الثقافة الأفريقية في الفنون، والحِرف، والمأثورات الشعبية، والدين، والأزياء، وأسلوب الطبخ، والموسيقى، واللغة، وإمارة الشارقة تسعى دوماًإلى تعزيز مكانة الراوي أينما كان، ويتركز اهتمامنا في ملتقى الراوي لهذا العام فيتسليط الضوء على الحكواتيين والرواة من مختلف أنحاء العالم لاسيما دول أفريقيا لما تمتلكه من رصيد غني في هذا المجال".
وأوضح المسلم أن مشاركة هذه الدول تتنوع ما بين عروض حية وورش تعليمية وتدريبية، حيث يشارك نجيب خروبي من تونس في ورشتي الفسيفساء والنقش على الفضة إلى جانب عرض حي للفرقة التونسية في حفل السمر، أما دلال المقاري من الجزائر فتشارك في ورشة "الحكواتي الراوي من التراث للمعاصرة"،في حين تشارك الدكتورة نجيمة طاي طاي من المغرب في الجلسة الثانية من الندوة العلمية، وتقدم ورقة تحت عنوان "أثر السير والملاحم في الأدب العربي- السيرة الأزلية في المغرب نموذجاً".
وأشار المسلم إلى أهمية هذه الفعالية التراثية العالمية، كونها تؤكد على ضرورة حفظ التراثوتبادل المعارف والخبرات والتجارب وتفاعلها معاً من أجل الاستمرار في صونه وحمايته ونقله للأجيال، بصفته مكوناً حضارياً كبيراً وأحد عناوين الهوية والخصوصية لكل شعب وبلد وأمة، بالإضافة إلى أن من شأنها دعم المهتمين بالتراث، ودفعهم إلى بذل جهد أكبر في الحفاظ على الموروث الشعبي والذاكرة الشعبية والعادات والتقاليد، وهو ما يشكل قاعدةً للانطلاق بقوة والعيش كما الأجداد بثقافتهم وتراثهم؛ فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر.
وأكد رئيس معهد الشارقة للتراث أن دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للرواة على الدوام، هو دعم كبير وغير محدود، على مختلف الأصعدة، كما أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي يأتي دائماً ليؤكد مكانة الشارقة الثقافية، ودورها الرائد في الثقافة العربية والعالمية، فهي بيت المثقفين العرب وحاضنة التراث العربي الذي لم تتخل عنه يوماً، فبعد أن كان هذا الملتقى إماراتياً خليجياً، أصبح عربياً ثم دولياً، يستضيف الرواة والحكواتيين من مختلف دول العالم، أما الراوي هنا فلم يعد محلياً مغموراً، بل أصبح راوياً دولياً يجوب العالم ليحكي حكاياته ويبث رواياته.
ويحفل برنامج الملتقى هذا العام بفعاليات وأنشطة متنوعة وجاذبة تعكس ثقافات وحكايات من مختلف شعوب العالم، لتتفاعل مع الرواية الإماراتية والخليجية والعربية، حيث يشكل محطة وعنواناً عريضاً لتفاعل الرواة والحكواتية وتبادل الخبرات والتجارب والمعارف فيما بينهم، الأمر الذي يثري الراوي ويقدم له خبرة وتجربة ومعرفة جديدة تسهم في الارتقاء بمستواه، وتحقق له نقلات نوعية في عالم الحكايات.