في بكائيته التي وردت ردا على مقال السيد عبد الله الراعي أراد"صاحب البكائية" أن يعتذر "ويبكي" باسم الدكتور البكاي ولد عبد المالك عن سوء الفهم والتلاعب والتلفيق الذي طال مقاله "معركة العلمين" مؤكدا أنه لم يغادر الأغلبية ولا ينوي فعل ذلك مضيفا أنه لم يصدر عنه حتى الآن ما يدل على تمرده على النظام وذهب "كاتب البكائية" إلى التذكير بالدور الذي يلعبه ولد عبد المالك في مواجهة من وصفهم "بالحقوقيين لحراطين" الذي يرون في الدكتور البكاي ولد عبد المالك أشد خصومهم الذين استخدمهم النظام ضدهم ، معتبرا أن نيته الصادقة في النصح تم تحريفها كما تم التلاعب بأقواله التي تنبأ "كاتب البكائية" أنها ستكون مرجعية يتعلم الناس منها الحكمة وحسن التحليل والتنبؤ لفيلسوف مرموق لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ..!
لقد كان جدير بالباحث الكاتب الذي تبنى الدفاع عن ولد عبد المالك والهجوم على السيد عبد الله الراعي أن يقدم "بُكائية"مقنعة وتفسيرات وتبريرات معقولة لهجوم سعادة الدكتور على النظام ووصفه له بالدخول في مسار عبثي أدى إلى دخول الدولة في أزمة داخلية وعزلة دولية تنبأ ولد عبد المالك أنها ستقود إلى حرب أهلية طاحنة ..
نحن لا نأسف على مغادرة ولد عبد المالك لصفوف النظام لكننا نرفض أن يرمينا بقذارته ويرحل ولو كان رحل في صمت لن نشعر به مثلما لم نشعر بوجوده ، تماما مثل قصة الطير والشجرة في الموروث الشعبي ، حيث تحكي الخرافة الشعبية "أن طيرا نزل على شجرة عملاقة ولما هم بالمغادرة قال لها تمسكي أنا سوف أغادر فما كان منها ألا أن ردت عليه أنها لم تشعر بوجوده أصلا"..!
لقد كان مقال "معركة العلمين" رسالة استقالة من مشروع النظام ولا يمكن أن يقال عنه غير ذلك ، وحمل الكثير من المغالطات والمزايدات وكتب بأسلوب لا يرقى للمكانة العلمية والفكرية التي يعتقد ولد عبد المالك أنه حجزها لنفسه، والحقيقة أن المقال المذكور لم يهز إلا صاحبه أما بخصوص قول "صاحب البكائية" أن السيد عبد الله الراعي مارس التضليل والتلفيق في بعض أقوال ولد عبد المالك وأن بعضها الآخر تعرض لسوء الفهم والتأويل فهو أمر مردود عليه لأن الأقوال التي تمت الإشارة إليها ذكرت بالتاريخ وتم نقلها نصا أو ذكرت مضامينها وهي أمانة تفتقدها أعمال الدكتور العلمية التي وصفها "صاحب البكائية" بالكبيرة والكثيرة ..!
يحق لنا أن نسأل "صاحب البكائية " وليسأل بدوره البكاي ولد عبد المالك من أين حصل على لقب الأستاذ الدكتور ..؟
وقبل حصوله على الإجابة نزوده بالمعلومات التالية:
في جامعة نواكشوط اكتتب البكاي ولد عبد المالك بدرجة مساعد محاضر وهي أقل درجة لأستاذ في الجامعة ، حيث أن درجة استلذ حسب نظام الترقيات يمنحها مجلس الوزراء بعد ترشيح الجامعة ويطلق عليها A4، ثم ما هو تخصصه بالتحديد في مادة الفلسفة الذي يدعي التخصص فيها وما هو عنوان أطروحته ولعلمك "يا صاحب البكائية " فإن الكتب التي ينشرها الدكتور معظمها مترجم من الفرنسية إلى العربية والدكتور أكمل كل تعليمه بالعربية فهل استعان "بالشيخ غوغل" في ترجمته للكتب مثلا ..؟
كما أن المقالات التي ينشرها ضحلة المعنى والمبنى مهزوزة النسج والمحتوى ويمكن لبائعة البصل أن تكتبها ..
وجميع مقابلاته التلفزيونية والإذاعية اسطوانة ممجوجة مشروخة حفظها الناس من كثرة تكراره لها ..
في تونس أمضى البكاي كل وقته وهو يحاول إقناع زملائه الطلاب أنه ليس "اوصيف"
وضاع عليه الوقت دون تحصيله للمعرفة ، ولازالت ترافقه تلك العقدة وأذكر أنه قال مرة في إحدى مقابلاته التلفزيونية ما مضمونه أنه يجب حذف أو مراجعة بعض النصوص والأحكام من المناهج التعليمية والمحظرية واستشهد بحديث ابنته الصغيرة ..!
وبالعودة إلى مقال معركة العلمين يبدو جليا أن معالي الوزير لا يملك الكثير ليقوله سوى تلك الرسالة سيئة الإخراج التي حملها الكثير من غضبه على نظام أكل من خيراته سنين عددا ورماه بقذارته وهو يغادر الطريق التي وصفها بالمظلمة ولم يعد يستطيع احتمالها، وها هو يحاول العودة عبر بكائية ضحلة المعنى والمبنى، وذلك بعد أن تصدى له الكاتب الجسور عبد الله الراعي وأظهر حجم ازدواجيته ومزاجيته ..!
أخي "صاحب البكائية" سيظل عبد الله الراعي شوكة في حلق كل من تسول له نفسه تدنيس مشروع الإصلاح الوطني الذي يقوده فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز .