ارتكبت منظمات حقوق الإنسان في جمهورية السنغال خطأً فادحا وجرت السنغال إلى الإساءة إلى بلادنا عبر الترويج لمجوعة من المعلومات المغلوطة ونشرها في وكالة الأنباء الرسمية ، وبهذه الخطوة المريبة والغريبة على الأعراف الدبلوماسية وحسن الجوار تكون حكومة "ماكي صال" قد أزاحت النقاب عن وجهها القبيح وتصرفاتها الرعناء اتجاه الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي ظلت عبر العصور تحفظ الود وحسن الجوار لدولة السنغال .
لا يمكن وصف هذا التصرف الطائش والسخيف وفق الأعراف الدولية إلا بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا ..!
المؤتمر الصحفي الذي روجت له وكالة الأنباء السنغالية قبل حدوثه بيوم يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول النوايا التي تبيتها هذه المنظمات لبلادنا وذلك برعاية رسمية من حكومة ماكي صال..!
وهنا يحق لنا التساؤل حول هذه المنظمات المزعومة فمتى كانت السينعال راعية لحقوق الإنسان وهي المتورطة حتى أخمص قدميها في إبادة و وتشريد وقمع سكان إقليم كزاماص..؟!
أين كانت هذه المنظمات حين كان الجيش السنغالي يحتل جمهورية غامبيا ويقمع مواطنيها ويضعهم في السجون ..؟
وهل يحق لهذه المنظمات التحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وعمدة دكار يقبع في السجن ولم تشفع له حصانته البرلمانية وقبله تم التنكيل بإبن الرئيس الأسبق كريم واد ؛ طبعا لا تستطيع هذه المنظمات الحديث عن الفساد لأن الطبقة السياسية الحاكمة في دكار وكر من أوكار الفساد ونهجها هو التآمر ضد مصالح دول والشعوب المنطقة من خلال دعم وإيواء الحركات المتطرفة .
قبل أسابيع من الآن عين ماكي صال شقيقه مديرا للضرائب ورغم الضجة الإعلامية التي أحدثها القرار في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لم نسمع أي من هذه المنظمات تحدث عن هذه الخطوة المريبة ، ولم نسمع أي منهم قبل ذلك تتحدث عن قضايا الفساد التي تتهم بها عائلة الرئيس ماكي صال وشخصيات نافذة في الحكومة السنغالية .
إنما يقلق السنغال ويربكها هو المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها موريتانيا وتقدمها المستمر على مؤشرات حقوق الإنسان ومحاربة الفساد وتكريس الديمقراطية وذلك منذ وصول فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة ،حيث انتزعت موريتانيا المنابر والمحافل الدولية عن جدارة واستحقاق ونالت العديد من المناصب الدولية خاصة في الاتحاد الإفريقي وغيره من المنظمات في القارة الإفريقية .
لم يعد هناك شك أن حكومة السنغال تحاول إزعاج موريتانيا من خلال احتضانها لبعض الأنشطة المريبة التي تقام على أرضيها وبدعم ورعاية رسمية من حكومتها ولعل آخر تلك النشطات للقاء الذي نظمته مجموعة من منظمات حقوق الإنسان على الأراضي السنغالية وذلك بعد أن رفضت موريتانيا السماح لهم بدخول أراضيها وعلى هماش تلك اللقاءات صرح رئيس تجمع ما يسمى بتجمع منظمات حقول الإنسان في السنغال بتصريحات معادية ومستفزة لبلادنا ولم تبدِ الحكومة السنغالية أي اعتذار عن تلك التصريحات المرفوضة بشكل مطلق .
إن العبودية التي تتحدث عنها تلك المنظمات لا توجد إلا في خيال من يروجونها ، والحقيقة أنه لا توجد عبودية على وجه الأرض أبشع وأشنع من تلك الموجودة في السنغال وترفض الحكومة ماكي صال السماح لمنظمات حقوق الإنسان المزعومة بالحديث عنها .
في السنغال لا يجلس العبد على فراش سيده ولا يأكل معه ، وإذا مات لا يدفن بجانبه ، حتى بعد الموت هناك عنصرية ..!
يجب على السنغال أن تدرك أنها بهذا التصرف المخالف للأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار تقضى على مصالحها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية وتعرض نفسها لعزلة هي في غنى عنها ؛ وتعلم حكومة ماكي صال أن حجم المصالح التي تربطها بموريتانيا أكبر وأهم من دولارات معدودة تدفعها تلك المنظمات ومن يقف ورائها .
على تلك المنظمات الباحثة عن صيد رخيص في المياه العكرة أن تعلم أن موريتانيا التي حمت نهر صنهاجة ونمت سهول شمامة ووديانها على جماجم أبنائها ورفات قبورهم ؛ مازالت قادرة ومستعدة لذود عن حياض الوطن بكل بسالة وشرف .