ثمانية عشر شهرا تفصلنا عن أهم انتخابات رئاسية أو لنقل أهم اختبار سياسي لرئيس مدني يحتفظ بصوره التذكارية المزركشة بالنياشين وتحتفظ له الذاكرة بانقلاب على السلطة الشرعية قبل عشر سنوات، سنة ونصف هي فترة وجيزة جدا بالحساب السياسي لكن أيا من القوى الفاعلة في المشهد لم تشمر عن سواعدها حتى اللحظة لخوض غمار تلك المعركة التي يفترض أنها تحد لطرفي المعادلة السياسية.
فداعمو الرئيس محمد ولد عبد العزيز ما زالوا يترنحون ويبحثون عن خليفة رجل تعهد في أكثر من مقابلة بأنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، تلك التصريحات التي أربكت داعميه قبل خصومه، واختلطت عليهم الأوراق وجعلتهم في حيرة من أمرهم يتساءلون : من هو البديل إذن؟ من يكون الرئيس القادم؟ من هو الرئيس الذي ستدعم الدولة المقبلة.
وتحاول الأيام التشاورية للحزب الحاكم وما صاحبها من خطابات الإجابات على فك اللغز من خلال رسائل قصيرة أهمها : أن الرئيس الموريتاني باق في المشهد السياسي وإن غادر هرم السلطة، وأنه لا طريق إلى عودة المعارضة مهما كلف الثمن.
المعارضة الموريتانية ما زالت تراقب المشهد دون أن تقوم بتحالفات تذكر إلا ما كان من اتصالات لزعيم حركة إيرا ببعض القادة وحديث خجول عن البحث عن مرشح موحد يجمع أطياف المعارضة جميعا في مواجهة مرشح المجهول.
بين هذا وذاك تبقى كافة الاحتمالات مفتوحة وبالتأكيد لن تكون حظوظ مرشح 2019 إلا لمرشح الدولة قد يكون الفريق محمد ولد الغزواني وقد يكون مرشحا مدنيا مدعوما من طرف السلطة.