اليوم هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان يخلده إنسان الأرض ككائن حي يستحق الحياة الكريمة على وجه كوكب وهبه الله له يمشي في مناكبه شرقا وغربا حرا طليقا، يعبر عن ما يريد لا أن تفرض عليه ما يراد.

اليوم يوم إعلان تلك الوثيقة الضائعة في دهاليز النسيان، وثيقة لم يبق منها إلا حروف متقطعة ضاعت منها كلمة "الإنسان" ومحيت تماما فبقي هناك إعلان وعالم وحقوق غير مضافة لأي شيء.

فظهر في هذا العالم قطبان قطب قوي يسطو على كل شيء وقطب آخر ضعيف ليعيش القطبان بين حق القوي وحظ الضعيف ثنائية قام عليها بنو آدم مند إصدار تلك الوثيقة المشؤومة.

نعم قتل ملوك الغابة على هذه الأرض الإنسان الضعيف مرات ومرات وداسوا  كرامته وزرعوا فيه الأوبئة والأمراض فكانت القارة الضعيفة قارة افريقيا فئران تجارب للقوى الكبرى يقتلون منها ما يشاؤون ويزرعون الأمراض فيمن يريدون، المهم أن تكون غابة تجارب،  قصفوا الإنسان في فيتنام وصربيا وفلسطين بأنواع الأسلحة الفتاكة فكانت الصواريخ تخترق أجسام الأطفال وتمزق أجساد النساء وتهشم جماجم المسنين، جوعوا إنسان الصومال وإريتيريا وأزواد فكانوا لاجئين في الارض. شرقا وغربا وتحولوا إلى تجارة للقطب الكبير..

دمر القطب الكبير حضارة بأكملها هي الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا وقاموا على أنقاضها حضارة أسد تفترس كل ضعيف، دمرت بعد ذلك بقرون افغانستان والعراق وفلسطين..

فتح الاسد المفترس غابة أخرى في خليج معزول عن العالم غابة "اغوانتنامو" هنالك داس الأسد على كرامة الإنسان الضعيف جوعوه كبلوه دهسوه اغتصبوه منعوا عنه النوم وقضاء حوائجه، فتحول الإنسان في تلك الغابة إلى حشرات تباد بالعشرات وتعذب في كل يوم، كانت غابة اغوانتنامو بمثابة إعدام الإنسان ككائن يساق من جميع أنحاء المعمورة بلا استثناء المعيار الوحيد لاصطياد الإنسان للغابة هو ضعف دولته فقط، جاؤوا بهم صعقوهم بالكهرباء يموتون في كل يوم، بل يأتيهم الموت من كل مكان وهم أحياء..

اليوم ايها "العالم الحر" حق لنا ان نحمل نعشا رمزيا لكرامة الإنسان ونحمله وندفته هنالك حيث يداس الإنسان، اليوم حق لنا أن نبكي حزنا على آلاف من البشر فقدوا في هوريشيما ونيكازاكي بالاسلحة النووية والكيميائية على مرأى ومسمع من العالم..

اليوم يوم بكاء ونحيب على الإنسانية المهدورة دون حق ودون قانون فباي منطق تسمونه اليوم العالمي لحقوق الإنسان وأنتم من يذبح الإنسان؟ وعن اي حقوق تتحدثون واي إنسان تقصدون؟.

 

مختار بابتاح