هناك دائما لحظات لابد أن نصمت فيها جميعا لننصت الى أنين الوطن!.
وفي هذه الللحظات، أدعوكم جميعا، فـي حركـة إيرا، وحركـة لا تلمس جنسيتي، وفـي أحباب الرسـول، واتباع داوود ولد احمد عيشـة، وكل متطرف في سلوكه، وغريب في أطواره، ومتكلس في أفكاره، إلـى هدنة لمــدة عامين نعيـد فيها التفكيـر بهدوء حول سبل أفضل لبناء هـذا الوطن!.
خلال فترة الهدنـة، يتم الإفراج عـن بيـرام وجماعتـه وأن نعتمد العدالة الإنتقالية سعيا إلـى تسوية ملفات الرق والإرث الإنسانـي، ونختم ملف هؤلاء بإقامـة نصب تذكاري للعبـد المضطهد في ميدان BMD بوسط العاصمة أنواكشوط، وأن نقيـم قبـرا للجندي الشهيد في بلدة إينال بشمال البـلاد، ونراجع الدستور الجامـع صونا للإختلاف وضمانا لإرساء الديمقراطية التوافقيـة، ونتكاشف ثم نتصالـح!.
الشعب الموريتاني عبارة عن 3.7 مليون نسمـة تسبح في ثروة مهدورة، لكـن من بين هؤلاء 4/3 عاطـل، في حين يستفي الباقي من أدوات الأنظمـة، لذا فإنه لكي نقضـي عى الحقـد والغبـن والحرمان، يتوجب علينا إعـادة تقسيم الثروة الوطنية بين هؤلاء، إنصاف وعدلا.
نراجـع ذواتنا، فنكتب من جديد مناهجنا التربوية لتتضمن المحبـة .. الوطنية والنديــة وأن ننصف التاريخ من مقتضيات ذواتنا الأمارة بالسوء وأن نفرش الجغرافيا سجادة خضراء من التسامح و"من ملح ولم يملح جاره فكأنه لم يملح"..!
نلغـي وزارة الشؤون الإسلامية، والمجلس الإسلامي الأعلـى ونرسي اسسا جديدة لإسلام جامـع تحت إدارة المفتي أو عالم العلماء وليس عالم السلطان.!
وخلال الفترة الانتقاليـة هذه يشرك الشباب وأصحاب الرأي والوجاهة من قادة الرأي في عملية اختيار الرموز الوطنيـة وتحديد مقومات الشخصية الوطنيـة، فنحرر عقولنا وخيالاتنا من الرق النفسي والأساطير المحكية والعالمة والمتداولـة!
دعونا نتجاوز المسيء والمخطأ ونبدأ بالقيم الإيجابية والمناظر الجميلة الشائعـة بين مكوناتنا الاجتماعيـة.
هل تعرفون، ماذا سيحصل ؟
بعد أن نعيد قراءة للواقع، ونمعن درس المعطيات الجديدة، والتطورات الحادثـة، سنخرج ضمن قالب آخر للجمهورية وشكل مختلف من التعايش، وإطـار جديد من الأصول، وأن يتوب الواحـد منا عن الخطأ،ويؤوب إلى الرشد، حين يدرك أنه في الجمهورية الجديدة لا يستطيع أن يلعب وحده، أو أن يقرر بمفرده أو أن يشطب حقوق الآخرين!
اللهم، إنـي قد بلغت!