يتشدّقون بالاستقلال، ويتحدّثون عن البناء ومحاربة الفساد، ويلوكون الكلام المنمّق التافه في التلفزيون والإذاعة، ويتكلمون عن الصالح العام، بل وينفقون المليارات في رصّ الحجارة حول “شوارعهم”، ويضاعفون “العلاوات” لرجالهم في البر و “البحر”، وتسيل الأموال أنهارا في حق لا نعرف عنه شيئا وباطل لا نهاية له.
يحْدث ذلك وآلاف الخريجين، من النساء والرجال، يتكفّفون الناس، أو يعجزون عن دفع دواء ذويهم وأهليهم، أو يموتون كل يوم مرتين، كمدا وغما، في بلاد لغة القرآن وأهله، تُسدّ أمامهم الأبواب وكأنهم من كوكب آخر، تمارس في حقهم صنوف الإذلال والتحقير والإقصاء في بلادهم وبين شعبهم وفي ظل دولتهم، ويُمكّن لثلة من الأنذال السفلة المتعلقين بلغة أجنبية غالبيتهم لا يعرف عنها إلا ما يسلخه من آدميته وأخلاقه أو يجعله تابعا ذليلا لمحافل السوء واستخبارات الأجنبي أو متمردا على قيّم السماء ومصالح الأهل.
أيها الخريجون إنكم تظلمون أنفسكم وتهينون لغتكم، وإنّ عليكم أن تنظموا مسيرة القرْن يتقدّمها ذووكم من الأمهات والآباء، وأولوا البصائر من بعد أولئك ظهير لكم، لتدافعوا عن حقكم المسلوب وحقوقكم المضيّعة.
ولتكشفوا التواطؤ والتآمر الذي تحيكه هذه العصابات المجرمة التي لا تهتم إلا بجمع المال أو الولاء للمخالف في الملة واللسان، وتتلون كالحرباء مهما تغيرت الأنظمة والحكومات.
تقدموا في مسيرة القرْن إلى الإدارة والمؤسسات والهيئات، حاصروهم واكشفوا زيفهم وكذبهم وجهالتهم وتفاهتهم، “ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ”