قديما عاشت إمرأة حالة من الفقر قل نظيرها ، دفعت بالمسكينة إلى قلي الماء على نار هادئة لتوهم أبنائها بطهي العشاء حتى يناموا ، القصة التاريخية يستشهد بها الرواة على عدل عمر إبن الخطاب الذي عثر على حالتها ، ما يعني أنه يتحسس أوضاع رعيته بنفسه ، لكن باحثين آستنبطوا من الحادثة أن إحدى أكثر الأسر فقرا عثر عليها في زمن حكم عمر إبن الخطاب .
هذا عمر ...!....فما بالك بعلي الرضى الصعيدي ..؟!
سؤال لا أريد الإجابة عليه، بقدر ما أريد أن يستوعب مقصده من نذر نفسه للتهجم على كل من نطق ببنت شفة عن أفعال شيخه ، ويحسب ذلك دفاعا عن بيت الشرف .
الشرف الذي نحسب أنفسنا جميعا مدافعين عنه ومحافظين عليه ، لا يمكن لثلة أن تختطفه لصالحها وتختزله في فرد واحد وتترك البقية من دونه .
لن نقبل ،ولن نصمت ، لا وألف لا وحروف النفي كلا .
سنقول لهم أن الشرف هو ذلك الذي جعلنا نرضى بالقليل ونخشى من الجليل والإستعداد ليوم الرحيل.
سنقول لهم أن الشرف هو الذي جعلنا نترك ما يريبنا إلى مالا يريب
الشرف يامن يذوب في حبه أو يدعي ذلك ، لا يباع ويشترى كالبضاعة ، ولا حاجة لصاحبه في جمع المال بالطرق الحلال أحرى بالطرق الحرام .
الشرف إن كنتم عنه باحثون ، لا تفتح له مكاتب تتخصص في الإستدانة ممن كان يفترض أن يستدان له من طرف الشرفاء .
يا إخوتنا كفاكم ضحكا على الذقون ، كفاكم إستغباء لهذا المجتمع الشريف ،الصابر، المحتاج، الفقير إلى الله .
ردوا إليه جزءا من شرفه ليمنحكم ما تبقى منه فأنتم له أحوج .
من فطوره لا يكاد ثدي ناقتين يغطي تكاليفه ، فمذا يكفيه ؟
سؤال لن يجيب عنه إلا ماورد في الحديث الشريف ما مفاده أن فم أبن آدم لن تحشوه إلا التراب )
عن أي فاقة يتحدث الشيخ الذي أغرى الفقراء بمبالغ خيالية في حال أخلوا له منازلهم ، ألم يترك مئات الأسر في العراء وتكابد لتحصيل ثمن الإيجار إضافة إلى البحث عن قوت يومها ، ألم يضف هموما على همومهم .؟!
هل إستحضر الشيخ شيئا من حياة جده صلى الله عليه وسلم حين كان يبيت طاوي البطن الشريف ، ألم تروي عنه عائشة رضي الله عنها أنه يهل الهلال تلو الهلال وما لنا إلا الأسودان ، ولما سألوها عن الأسودان قالت التمر والماء .
لماذا تحاولون تزييف الشرف وتسويقه بطريقة معوجة، ثم تهددونا بخطر رفض نسخته المشوهة .
عودوا إلى رشدكم ، لقد خسرتم رأس مالكم ولا ربحات بعد اليوم ، قد تنجحون في تخطي المحنة لكنكم لن تنجحوا في تزييف الشرف .
الشرف هو جوهر الوجود وأغلى ما في الكون ، الشرف لا يمكن أن يسرق ولا يمكن إنتحاله .
في إنتظاركم .
أحمدن سيد أحمد