وأبحرت سفينة نوح .....ولد امبارك /أحمدن سيد أحمد

أحد, 2018-04-15 00:21

نوح ركب سفينة الشهداء وأبحر إلى بر الصديقين ، أما أبوه امبارك ، فقد كان أمة ، حين ربى نوحا على حب الوطن والإستعداد للموت في ساح الوغى ، دون أن يحدد زمانا أو مكانا ليكون المغيث ، ويلبي نداء المستغيث ، الذي صاح من مكان بعيد ...وا مغيثاه ، وا مغيثاه .......
مسلمو وسط إفريقيا ، تكالبت عليهم شرار النفوس من إرهابيي المسيحية ، المعروفين بآنتي أبلاكا ، لا يرحمون من بكى ، ولا ينصفون من إشتكى ، مغول أدغال إفريقيا ،لا يعرفون إلا قطع الرؤوس ،والأطراف ،كما تقطع أغصان الشجر .
ذلك بعض هول ما تلقاه مسلمو بلاد الأخشاب ، من خشب مسندة تحسب كل صيحة عليها ، فيلهثون كالكلاب خلف الإنتقام ، لا شيء غير الإنتقام .
صيحة الأمم المتحدة ، التي ضاقت ذرعا بأداء القوات الفرنسية المشوب ، لم تكن صيحة في واد سحيق ، موريتانيا التي نهضت من الركام للتو ، بعد عقود من الإهمال ، لبت النداء أجل ، فخرج مغاويرها بقلوب تؤمن بقضاء الله وقدره ، ورؤوس شامخة مرفوعة تكاد تعانق السماء ، بعد نصر مؤزر مشهود على خلايا المنظمات الإرهابية المتربصة بأمن الوطن والمواطن .
نوح ورفاقه ، لا تسعهم أرض ولا سماء ، بعد أن عرفوا تفاصيل مهمتهم الجهادية ، لحماية الإنسان من بني جلدته ، الذي يقتله على الهوية ، وأي هوية سيدافع عنها فدائيوا الأرض والعرض ؟ الهوية الإسلامية ، تقول الوقائع في وسط إفريقيا ، الرمية التي تقتل طائرين كما يقال ،الدفاع عن الإنسان كإنسان ، والدفاع عن المسلم الإنسان ، الذي تتداعى له سائر أعضاء الجسد بالحمى والسهر ،
تداعى جنود موريتانيا البواسل ، ليحملوا القبعات الزرقاء على رؤوسهم لأول مرة ، ويسطروا الملاحم تلو الملاحم بشهادة الأمم المتحدة ، شعار النصر أو الشهادة ، لم يفارق مخيلة المجاهدين ، وخير دليل على ذلك ، إرتقاء نوح بعد أن أدى آخر صلاة في حياته التي ستستمر إلى الأبد "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات ، بل أحياء عند ربهم يرزقون "
لقد ودعنا الشهيد بصمت ،وقدم لنا درسا مفاده ، أن الشرف لا يناله إلا ذو حظ عظيم ، وأن رحمة الله لا تتغمد إلا من أتى الله بقلب سليم
بقلم الصحفي أحمدن سيد أحمد

اقرأ أيضا