متشبثين باللوح الطافي على بحر الأمل

اثنين, 2015-01-26 18:01

متشبثيْن بذلك اللوح الوحيد الطافي على سطح بحر الأملْ ... لوحُ تفرقَ عنه أشقاءه حين غرقت سفينة الإنسانية ذاتَ نزوة شيطانية سميت الحرب على الإرهاب...
يتشبثان به لأنه الوحيد، و يتشبثان به لأنه لوح ... قصتهما مع اللوح تسري في الجينات ، هي نفسها التي تجلت ذاتَ شاعرية متدفقة عند ول حنبلْ:
عِمْ صَـــــبَاحًا أفْلـــــحت كلّ فـــَلاح ... فيــــك يالوحُ لم أطِـــع ألْف لاَحِ

ربّ خَــــــوْد ماءُ النعيم علَيــهاَ ...... جــَـــريانُ الــزّلازل بالـصفــــــــاح
لا تبالي هب الــــــــــرياح إذا ما .... أشفق الرسحُ من هــبوب الرياح
قد تسليت عن رسيس هواها..... بكَ حـــــــــــــــتى كأنني جدّ صاح
كان لوحهما يطفو دون أن يعتمد مبدأَ أرخميدس ،و ماذا يفعل بمبدأ أرخميدس و الإيمان يَسْتَلُّهُ إلى الأعلى متحديا قانونون الجاذبية ...و هذا معينٌ على عدم التفكير بيأس في بعد الساحلْ ...آمالهم تتمدد أفقيا وهذا أحسن فتمدد اليأس عرضيا مضر بتنمية الأمل...
الحرقة الكبرى يقع مركز زلهالها في الوطن ، إنهما سلما لفاتك من طرف وطن كان المفروض أن يدخل حربا من أجل استعادتهما ، المؤسف ليس تسليمَهما وحده بل أنه مازالَ هناك من يتغنى بوطنية من سلمهما...لقد رأيتُ الليلة إحداهن تعلق على صورة معاوية بـ"ونّي" ... 
من حقهما أن ينشدا مع أشعَر بني أمية "العرجي"
كأنيَ لم أكن فيهم وسيطا ...و لم تك نسبتي في آلِ عمرِو
أضاعوني و أي فتى أضاعو ...ليوم كريهة و سداد ثغر
نعم، لقد أضاعهما وطن ترك زهرة شبابهما تذبلُ وهما خلف قضبانِ شيطان جبار جمع القوة و الشر ، فلا ضمير ينهاه و لا ضعف يعروه ...
إلـى الله أشــــــكو إنه موضعُ الشكوى ....و في يده كشف المصيبة و البلوى

 

من صفحة ىلمدون عبد الله ولد التاه

اقرأ أيضا