الوتير.. وجه آخر لثقافة الشعب الشمامي

ثلاثاء, 2015-06-02 15:25

يشكل "وتيــــر" مظهرا آخر لوجه عاصمة ولاية اترارزة روصو، ففضلا عن اعتماد السكان عليه في تنقلهم داخل المدينة واستخدامه لأغراض حمل البضاعة من مكان لآخر؛ إلا أن مدينة روصو قد تتباهي كنمط تمتاز به عن جل باقي مدن البلاد .

امتازت مدينة روصو منذ عدة عقود –يقول شيوخها- بوجود "وتيــر" كوسيلة نقل يعتمد عليها السكان في تحركهم ونقلهم للبضاعة داخل المدينة، مما كساه حبا متجذرا لدى الأجيال هنـا .
يختار سكان روصو التنقل على وتيــر نتيجة عدة عوامل لعل من أبرزها تقول مريم منت اصنيبه: "سعر نقله الذي يلائم الجميع هنا، فضلا عن خفة حركته وملاءمة مروره من الشوارع والأزقة الضيقة .
ولم تقضي ثورة التكنولوجيا ولا الطفرة المتسارعة للسيارات على عادة النقل عبر الوتير في مدينة روصو، فجل السكان يفضلون التنقل عليه بدلا من السيارات والدراجات النارية، وإن بدأت هذه الأخيرة تجد متسعا قد لا يشفع لدوامه بفعل الارتفاعات المذهلة لأسعار البنزين في البلاد .
يبدأ عمل الوتير هنا في روصو على مرحلتين: فالأولى من 08:00 صباحا – وحتي 13:00 زوالا، أما الثانية فمن 16:00 بعد الظهر – وحتي غروب الشمس مساء .
يحافظ ملاك "وتيـــر" على تنظيف خيولهم التي يعتمدون عليها كل صباح عند الضفة المحادية للنهر، كما يراهنون على تلوينه وتطريزه بكل ألوان السريالية التي قد تجذب الزبون هنا .

يوفر الوتير لصاحبه دخلا يوميا معتبرا يتراوح بين 3000 - 4000 أوقية في الحالة المعتادة، و2000 – 1500 نادرا ما، وفي حالات وجود مناسبات واحتفاليات قد يرتفع الرقم ليتجاوز 10 آلاف أوقية . حسب بعض ملاكه
لم يميز مدينة روصو تنوعها الثقافي ولا العرقي ولا السياسي ولا الاجتماعي هنا بقدر ما توجه عبر محطات التاريخ وجود "وتير"، ليمثل نكهة أخرى لمدينة لا تزال تحتاج إلى الكثير والكثير من أجل ترقيتها وتطويرها.. وفي معركة البناء والتتويج سيظل لوتير في عيون أبناء المدينة صورة أخرى مثَّلها شاعرهم قديما بقوله:

يسرْلِ مُـــــــولَ التيسِيـرْ     مَنْ مَريمْ كَلمَاتْ اَكْلَلاتْ
وُمعَ مَريمْ نَركبْ وَتِيرْ     وِعَدل بيـــــــن سَكُسـاتْ

 

اقرأ أيضا