كيف تصمد أمام تحديات قد تدمر حياتك؟

جمعة, 2015-09-11 02:34

تخيل أنك تحاول أن تستعيد توازنك بعد أن خسرت زواجك فجأة، أو ربما عملك الناجح جدا الذي أسسته من الصفر.

هذا ما حدث بالفعل للسيدة ميشيل موون، وهي صاحبة شركة شهيرة لبيع الملابس النسائية، عندما تخلى عنها زوجها وشريكها في ملكية الشركة متعددة الجنسيات التي تبلغ قيمتها 78 مليون دولار أمريكي.

لقد تركها زوجها تكافح من أجل بقاء الشركة التي أسستها هي منذ البداية، بعد أن حاول أن ينتزع السيطرة على تلك الشركة بعدما طور علاقة غرامية بينه وبين مديرة التصميم بالشركة.

وبعد طلاق علني، ونزاع قضائي في المحاكم، والذي سعت بعده موون للعثور على داعمين جدد لشراء حصة زوجها في الشركة، ظلت تكافح لفترة أخرى من أجل الحفاظ على تلك الشركة.

وبعد أن عينتها الحكومة البريطانية في أغسطس/آب الماضي للقيام بأعمال مراجعة واسعة حول كيفية تشجيع الشركات الناشئة في المناطق التي تعاني من نسبة بطالة عالية، واجهت صعوبات أخرى في طريقها للوصول إلى القمة.

تقول موون التي تصف تجربتها بأنها مثال للصمود والتحدي في مجال الأعمال: "لقد واجهت بعض الصعوبات الكبيرة في حياتي التي كنت سافقد فيها كل شيء بالفعل".

وتضيف: "كان علي فقط أن أعمل بجد وأن أجد مخرجا. فإذا لم تستسلم فحتما ستجد طريقا، وهذا شعور كان يلازمني طوال حياتي المهنية."

 

لكن كيف يمكن لنا نحن أن نتعلم من هذه التجربة المهمة دون أن نخوض صراعا هائلا مثل ذلك؟ وهل هذا ممكن؟

البناء من البداية

التعلم من الخبرة الحياتية يساعد في بناء الصمود، لكن يمكنك أن تطور تلك الشخصية دون مواجهة الإفلاس أو الفشل على سبيل المثال، كما يقول "ديريك ماوبراي"، رئيس مجموعة "ويلبينغ آند بيرفورمانس" للاستشارات في مجال القيادة.

إن مجرد تكوين الموقف الصحيح بداخلك هو الجزء الأكبر من أن تصبح صامدا، كما يقول. ويضيف: "الصمود هو موقف نحو تحدي الأحداث، وهو في الأساس اختيار أنت تصنعه."

فعلى سبيل المثال، أنت ربما يكون لديك حضور الذهن المطلوب لتقديم عرض للعملاء دون لجلجة أو تردد إذا لم تكن غرفة الاجتماعات المفضلة لديك في الشركة متاحة، أو ربما تكون لديك المهارات اللازمة لمواصلة العرض حتى لو كنت قد نسيت بعض الأوراق المهمة في المنزل.

إن الاختبار الحقيقي للصمود يظهر عندما يقع شيء ما خارج الإطار المألوف، مثل اقتحام مجموعة غاضبة من حملة الأسهم لغرفة الاجتماعات وهم يحملون لافتات احتجاجية، أو مثل سقوط نائب رئيس الشركة إثر إصابته بمرض خطير خلال العرض.

يقول ماوبراي: "عندما يقع شيء ما خطير، علينا أن نتعلم أن نمتلك موقفا قويا للتعامل مع المشكلة التي أمامنا باستخدام ما لدينا من مهارات." ففي الوقت الذي قد تساعدك فيه مهاراتك الشخصية على امتصاص غضب المحتجين، سيساعدك كذلك إيمانك القوي بأنك لن تنهار أو تفشل.

هذا الإيمان بالنفس هو أساس الموقف الصامد، كما يقول ماوبراي.

انظر إلى الأمام لا الى الخلف

في كثير من الأحيان تكون هناك بعض الاختلافات الدقيقة - لكنها جوهرية أيضا- فيما يتعلق بالتأمل في الذات، والذي يميز بين الأشخاص الصامدين وبين غيرهم من الناس.

يقول أوليفر سكوبينز، وهو مختص في مجال تدريب المديرين التنفيذين في بلجيكا: "يرى الأشخاص غير الصامدين أن قصة حياتهم انتهت عندما يصلون إلى نقطة معينة؛ فربما فشلت تجارتهم، أو أصابهم مرض".

اقرأ أيضا