أضاحي موريتانيا .. تباين في الأسعار وضعف في الإقبال (تقرير مصور)

ثلاثاء, 2014-09-30 23:19

البدو الرحل قوم اعتزلوا هنالك بأغنامهم ومواشيهم حياة المدينة وضجيجها وأزقتها الملوثة وشوارعها المتعرجة، فسعادتهم في تلك البيداء البعيدة والصحراء الجرداء على مد البصر دون أن تعترض أعينهم حيطان، ولكنها الحياة بتقلباتها أجبرتهم أن يتعايشوا مع زحمة السيارات في "كرفور مدريد" وأزيز الطائرات في منطقة "الحي الساكن".

فقد وصل إلى العاصمة الموريتانية انواكشوط خلال الأيام الماضية الآلاف من رؤوس الماشية قادمة من ثلاث ولايات هي الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابه، وقد تشكلت أسواق موسمية للأضاحي موزعة على مناطق "مربط تنويش" و"مربط الكبه" و"مربط المطار" و"كروفور مدريد" وغيرها من النقاط المعروفة لدى الباعة المتجولين.

وبين يدي عيد الأضحى لا تكاد تمر بشارع أو زقاق في انواكشوط دون أن تصادف قطعة أغنام تساق سوقا إلى حيث تبيع أو صياح كبش أقرن  يهش عليه صاحبه بحثا عن حصاد من الأعلاف قضاها في داخل الوطن خلال جفاف ماحق تبعه خريف وكلأ يريد الراعي أن يحمد سراه في ليالي البادية المعتمة بدراهم قد يعود بها إلى أغنامه بعد العيد بأيام.

تباين في الأسعار..

في سوق واحد من أسواق الأضاحي تتراوح أسعار الخراف والكباش ما بين 30 ألف إلى خمسين ألف أوقية خلافا لبعض التوقعات التي قالت إن الأسعار قد تصل إلى 80 ألف وهو سعر لم تصادفه صحيفة "الشروق ميديا" خلال جولاتها بين أسواق المواشي داخل العاصمة وفي أطرافها.

كما أن بين الأسواق أيضا تباين في الأسعار ففي "مربط تنويش" تبدو الأسعار أقل قليلا من أسعار الأسواق الأخرى وذلك لوجود آلاف الرؤوس في سوق واحدة، بينما تبدو الأسعار في سوق المطار أكثر ارتفاعا حيث يبلغ موسط سعر الشاة حاولي 40 ألف أوقية.

ويشكو المنمون في الأسواق المتجولة من ضعف في الإقبال على الماشية مقارنة بالسنة الماضية التي شهدت إقبالا غير مسبوق وتلقفا للأضاحي وهي تنزل من الشاحنات في "المربط".

عبد الرحمن (32 عاما)  قادم من ولاية "لعصابه" في أرياف كيفه عهده بالعاصمة انواكشوط عيد الأضحى الماضي، تعاقبت عليه فصول السنة الماضية وما شهدته من تأخر في الأمطار كان ينتظر هذا الموسم الذي يبيع فيه مئات الرؤوس كل عام، قدم إلى العاصمة في شاحنة مع بعض رفاقه حيث بلغت تكلفة نقل القطيع أكثر من 500 ألف أوقية، ليوزعوا هذه المواشي في نقاط بيع متفرقة من العاصمة.

يقول عبد الرحمن: هذا العام يختلف عن الأعوام التي سبقته ففي هذا السنة تم تصدير آلاف الرؤوس إلى السنغال وهو ما انعكس إيجابا على المنمين المصدرين للماشية، ولم يتضرر المستهلك الموريتاني من هذه العملية خلافا لما كان يتوقعه الكثيرون، فأسعار المواشي لم ترتفع بعد العام الماضي بل إنها تتراجع أحيانا ويخاف أهلها من ضعف الإقبال فيقومون بعرضها بمبالغ زهيدة جدا.

ويضيف عبد الرحمن: وفي هذه السنة أيضا تزداد التحديات عندما تقوم المجموعة الحضرية بمصادرة قطعان بأكملها وسوقها إلى مقراتها في العاصمة دون أن يعرف المنمون هل يسرق بعضها أم لا,  وهو تحدي يجعلهم يراوغون كثيرا ويضطرون لرشوة بعض الجهات ودفع ضرائب كبيرة.

ومع ذلك ـ يقول عبد الرحمن ـ يبقى الإقبال دون المستوى فالعيد على الأبواب والنسبة التي تم بيعها لا تتجاوز 20% حسب رأيه.

طرائف الأضاحي..

خلال تقريرنا عن الأضاحي استوقفنا خوف المنمين الزائد منا ونحن نحمل كاميرا يدوية، ظنوا في بداية الأمر أننا قادمون من المجموعة الحضرية التي تؤرقهم في كل يوم من أيام العيد، ولما سألناهم عن أسعار الأضاحي أجابوا بعفوية البائع: إنها رخيصة جدا، قلنا لا نريد شراءها قالوا: ولماذا تسألون إذن..

من المفارقات أن باعة الأضاحي هذا العام  راحوا يخفونها بطريقة ذكية عن أعين رقباء البلدية، ويستعملون لهم ناموسيات في الليلة في المنطقة التي تقترب من "الحي الساكن" فأعداءهم الألداء كثر لا يدرون هل يحافظون عليها من عصابات التلصص التي تنتشر في موسم العيد ؟ أم يحفظونها من عيون المجموعة الحضرية؟ أم يحافظون عليها من الضياع في المدينة المترامية الأطراف..

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا