ما لم يقله بيرام ... العبودية في شعر البيظان

خميس, 2018-03-01 15:23

أدب البيظان أو "لغن" الحساني، شأنه شأن الأدب العربي بكل عصوره، فهما شاهدان على عصر كان فيه الإنسان يمارس العنصرية والإقصاء على أخيه الإنسان، واحتل موضوع العبودية مختلف أغراض الشعر الحساني، بحيث لم يعد في شعر الهجاء فحسب كما كان الشاعر العري المتنبي يهجو "المخصي الأسود" ففي شعر البيظان تتجلى العبودية في الغزل وفي الأشوار العادية.

ولئن كان المتنبي يقول في أشهر قصيدة هجائية له:

لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه === إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد

مَن علَّـم الأسـودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة === أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــــاؤهُ الـصِـيــدُ

 

فإن شاعر البيظان يقول في رحلة شاقة إلى محبوبته في ليلة ظلماء ممطرة:

في الظلمَ يلْمقيتْ== ورَشْراشْ اتْمَشّيْتْ

نافْدْ ذلِ عَزّيْتْ== فنْزَيلَ شرْكْ ابْعيدْ

فنيتِ واتْنَيْتَيْتْ== وطّايحْتْ فلحْديدْ

وسْبكْتْ امْنَيْنْ الْجَيْتْ== فخْوَيمَ منْ لعبيدْ

عرْظتْ لِ ما ردّيْتْ == اعليكْ ابْشِ شَديدْ

امنْ الكَلْفَ وانْعيتْ== العزْ الْذاكْ الصّيْدْ

واسْكتْ ابْقَضيتِ== شتْلالُ كاعْ افْليْدْ

مَكْلوفْ ؤمتْنَيْتِ== ؤمَبْلولْ ؤشَرْكْ ابْعيدْ

 

وفي شور "لبليدّه" المشهرو يقول أحد الشعراء:

من تكانتْ للمَجْريَ== اعليَ سوغَ غيدَ

سوغَ ذاكْ العبْدْ اعليَ == قبّحَ الله العبيدَ

 

أما في أغاني البيظان وخاصة ما يسمى ب"الأشوار" فتبدو العبودية بادية حين نستمع إلى شور "شوسو لخدَمْ لاجاهم بلالْ == إواسو ذي الحيلْ وإواسو ذي الحالْ"

أغنية أخرى يغني بها بعض الفنانين حتى الصوفيين تتردد لى ألسنتهم وهي شور "لعبيد" ومن شواهده:

ـ كالولي لعبيد == عن منت المختار 

عند أهل امحيميدْ == مغلاهم خطّارْ

 

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا