نقوش / ما لم يقله غزواني في البيان رقم 1 / مختار بابتاح

اثنين, 2019-03-04 00:39

الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع الموريتاني محمد ولد الغزواني مساء الجمعة 1 مارس 2019 ـ وانشغل الكتاب بشكله دون الغوص في مضمونه وإن دخلوا في تفاصيله فلم يقرأوا المسكوت عنه ـ  خطاب سليم في عمومه مبنيً، وغامض  (كعادة العسكرين) في تفاصيله معنىً، مقبول فنيا من حيث النبرة الصوتية والإيقاع المسرحي على الخشبة، عادلٌ في توزيع النظرات على الجمهور.

تحدث الرجل باقتضاب عن الرؤساء السابقين بشيء من الإنصاف والاعتراف بما قدموا دون أن ينسى الأخطاء ثم مر بالعشرية الأخيرة مشيدا بها دون إسهاب  قبل أن يدعو الموريتانيين إلى التصويت لهذا البرنامج وختاما تلاوة الآية (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).

ولكن ما هو الأهم في هذا الخطاب وما لم يجد نصيبا من التأمل هو ما لم  يقله غزواني وما لم يقرأه كثيرون بين سطوره، وربطه بالظرف الزماني والمكاني، إنه يشبه البيانات الانقلابية من حيث الصياغة ومسألة الوعود المبشرة، والقطيعة مع الماضي.

نعم .. تحدث الرجل وكأنه نفذ انقلابا عسكريا مكتمل الأركان واختار في خطابه فقرات الإنقلابيين المتعلقة بالوعود البراقة التي يبشر بها الإنقلابيون ليلة الظفر برأس النظام .

ما لم يقل ولد غزواني أنه نفذ انقلابا ناعما على صديقه الذي كان يخطط لمأمورية ثالثة من خلال نواب الأغلبية فوضع حدا نهائيا لنفوذ سلفه محمد ولد عبد العزيز، وعاقب حزبه الحاكم  فأضحى في أيام معدودات مهجورا يشبه الحزب الجمهوري أيام رحيل ولد الطايع، والعهد الوطني أيام رحيل ولد الشيخ عبد الله.

ما لم يقرأ ولد الغزواني في خطابه وربما تعمد إسقاطه تلك الفقرة "إن قرار رئيس الجمهورية بمأمورية ثالثة من خلال كتيبته البرلمانية لاغٍ، وإن القوات المسلحة أنقذت  البلاد من السلطة الفرد، ووضعت حدا لنفوذ رئيس كان يريد أن يعيدنا إلى المربع الأول، مربع الخلود في السلطة.."

ما سقط من البيان رقم1 : ".. لقد كانت البلاد ستدخل في نفق مظلم ـ لا قدر الله ـ لو أن رئيس الجمهورية أجهز على مكتسباتنا الديمقراطية التي تحققت بفضل الله ثم بتراكمات السياسيات للقادة السابقين وجيشنا الوطني..".

ما لم يتجرأ غزواني على قوله "أن قواتنا المسلحة تقف بالمرصاد منذ أربعين عاما لكل حاكم يريد أن ينحرف بموريتانيا عن مسارها الصحيح وها هي تثبت وفاءها لهذا الشعب من خلال ترشح رجل حكمها أكثر من عقد من الزمن.."

 

اقرأ أيضا