لم تفاجئني نسبة المشاركة التي أقبل بها الموريتانيون على رآسيات 2014، مثلما لم تفاجئني النسبة التي أقبلوا بها أيضا على نيابيات وبلديات 2013، وقد عددت في كلام سابق كل العوامل التي تتحكم في سياستنا المحلية، وهي عوامل لا يعقل أن يدركه
منذ بروزه كرجل موريتانيا الاقوى بعد ازاحته للرئيس الاسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع،ارتبط اسم الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالصناديق، تارة باعتراف منه، وتارة اخرى تحاملا عليه او اتهاما له دون دليل.
يفضل المعارضون المقاطعون وصف انتخابات الواحد والعشرين يونيو الوشيكة بالمهزلة وغير الجدية، وهم على أساس ذلك لا يضفون الكثير من الأهمية على الحملة الانتخابية الممهدة لها، فحملة المهزلة بالضرورة هزلية، لكن هل الأمر فعلا كذلك
حين وضع اليونانيون النظام الديمقراطي وصفوا المعارضة بأنها:"معارضة إيجابية"؛ بمعنى أنها تشترك في العملية الديمقراطية وتعترف بنتائجها. وحددوا العملية الديمقراطية ذاتها بأنها تنافس شريف بين أصحاب مشاريع اجتماعية
من الملاحظ أن ولد عبد العزيز لم يتطرق بشكل من الأشكال لموضوع المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا لا أطالب بالتصريح حول هذا الموضوع، بذكر اسم المعني، تجنبا لتدخل السلطة التنفيذية في أمر معروض أمام القضاء،
هي ايام قليلة تفصلنا عن 21يونيو يوم الاقتراع برئاسيات 2014 بل هي ساعات ربما يجسد فيها المواطن الموريتاني حقه الطبيعي والديمقراطي في حرية الإختيار ، اختيار الافضل والاصلح حسب مايراه ويسعى الى تجليه،
في خضم السباق القبلي المحموم و الإثني و الطبقي المصاحب الذي يجري هذه الأيام و الهادف بنفحة "ماضوية"، إن جاز التعبير، إلى الإيهام بإثبات قوة و منعة و حضور هذا الكيان رغم رياح التغيير التي نفضت عن أديم الإنسانية في كل بقاع المعمورة
لاشك أن المسيرة التي سينظمها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة في
الرابع من يونيو ستشكل منعرجا هاما في المسار الديمقراطي، فهذه المسيرة
إما أن تكون مسيرة حاشدة قادرة على أن توجه رسائل واضحة وغير مشفرة للرأي