الرفيق سميدع حياة حافلة ووفاة مثيرة

خميس, 2021-01-07 12:36

الشروق ميديا - نواكشوط : صبيحة 7 يناير 1970 انتقل من العاصمة السنغالية داكار الى العالم الآخر شاب يساري جعل حياته القصيرة ملكا لقضايا المهمشين والمظلومين وهو الشاب سيدي محمد ولد سمي

في ذكرى وفاة المناضل سيدي محمد  سميدع تعود بنا اذاكرة الى عقود سالفة فمن هو هذا الرجل ؟

، ولد سيدي محمد سميع سنة 1946 م في مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار و فيها بدأ تعليمه و من ثم توجه إلى مدينة روصو لإكمال تعليمه الثانوي , كان أبوه أحد رواد القومية العربية في موريتانيا و عمل مدرسا للغة العربية و رئيسا لنقاية المعلمين في ما بعد .
عرف الرفيق سميدع –كماكان زملائه ينادونه – بنضاله وعطائه ووقوفه إلى جانب الحق رغم الفترة القصيرة التى عاش حيث وافته المنية وهو في رعيان شبابه إلا أن حياته كانت حافلة بالنضال و العمل النقابي و مساندة القضايا العادلة و من أشهر مواقفه مطالبته بإدخال اللغة العربية في مناهج التعليم الموريتاني بعد الاستقلال و التى تعرض بسببها فيما بعد للإعتقال في 4 يناير 1966 م إثر الإحتجاجات التى اندلعت بعد البيان الشهير الذي كتبه تسعة عشر موظفا  زنجيا من أهل الضفة رافضين استخدام العربية في العمل الإداري.

دخل السميدع السجن وفيه تعرف على أفراد المجموعة التى أصدرت البيان و خلص إلى قناعة مفادها أن العدو الحقيقي للوحدة الوطنية هو الإستعمار بكل أشكاله, ولطرد المستعمر لا بد من توحيد الشعب بمختلف قومياته, و هذه الوحدة يجب أن تتم انطلاقا من القوى الحية، ولا بد لذلك من إقامة حركة وطنية قوية تقود هذا الحراك.

من المواقف التاريخية للشهيد السميدع وقوفه إلى جانب عمال المناجم في محنتهم قبل و بعد ماصار يطلق عليه فيما بعد ذلك بمذبحة الزويرات 1968 ، التى قتلت فيها عناصر الأمن الموريتاني ثمانية عمال بعد الإحتجاجات التى إندلعت في مدينة الزويرات لمطالبتهم بتحسين اوضاعهم المعيشية .

عمل السميدع مع زملائه بعد الاستقلال على ترسيخ ثقافة المساواة و القضاء على التراتبية الصارمة التى يعيشها المجتمع التقليدي الموريتاني.
اثر مرض غامض ألم به اضطر المناضل السميدع في نهاية 1969 إلى السفر خارج البلاد إلى السينغال لغرض الإستشفاء ، و في يوم 7 يناير 1970 وبشكل فاجئ صعدت روحه إلى بارئها رحمه الله, و قد نعته صحيفة صيحة المظلوم  بلسان حال التيار اليساري في موريتانيا.
 

الوفاة المثيرة

يختلف الرفاق في قصة وفاة سيدي محمد ولد سميدع ففيما يؤكد المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين ان وفاته طبيعية وهي نتيجة لإهماله في الغذاء يطرح بعض الرفاق اسئلة أخرى عن  جهات اخرى سعت لتجويعه وان فترته في السجن تعرض للتعذيب من قبل الجلادين، ومهما يكن فإن تقريرا طبيا شفافا ظل ينتظره  الجميع.

 

 

 

اقرأ أيضا