عدت قبل قليل من مستشفى الصداقة الذى ذهبت إليه اليوم من أجل أخذ معلومات دقيقة حول ملابسات. وفاة خديجة.
وعندما وصلت إليه تفاجأت بأن والد الطفلة هو محمد ولد الخيرى الذى جاورنا. حوالى سبع سنوات. وأعرفه معرفة شخصية. وهو بمثابة أخى.
قبل وصولى للمستشفى مررت بمكان الجريمة. وعلى ما أعتقد أنه من المستبعد أن تكون بفعل فاعل.
أولا المكان الذى وجدت فيه (انفوص )فاتح أعلى أطلى. ) ويقابله مجمع كبير لبيع الفراش" .وبقالة لبيع المواد الغذائية . و(طابلة) لبيع للحوم و بجانبها سيدة تبيع الخضر وعنده من ناحية الشرقية (عريش(،إنبار ) تسكنه أسرة. ومن الغرب يجاوره .صاحب (سودير )
والمكان مكتظ بالسكان. والمنزل نفسه يتكون من ثلاثة منازل تسكنه ثلاثة أسر
منزل في الأسفل وإثنان فوقه وفى نفس المنزل مغسلة للباس ) وهو على طريق رسمى .ويبعد عن المحظرة حوالى 20 مترا.
هذا من ناحية الجغرافية.
.
والدها محمد قال لى بأن ابنته تركها حوالى السابعة.والمكان الذى تركها فيه. يبعد حوالى 15 مترا من المكان الذي وجدت فيه. فمن المستحيل أن يتم إغتصابها فى ذلك المكان. المكتظ بالسكان وعلى طريق معبد فلو افترضنا أن أحدا
اختطفها واغتصبها فمن المستحيل أيضا أن يردها إلى نفس المكان الذي أخذها منه !!
هذا من الناحية المنطقية.
أما صاحب سودير. فيقول بأنه من المستحيل أن يتم رميها فى ذلك المكان. نهارا. دون ان ينتبها أحد لذلك.
والدها محمد أعطانى بعض المعلومات التى بحوزته وشبه متأكد أنها لم يتم اغتصابها .كما أنه سهل لي مشكورا للقاء بالفريق الطبى الذى قام بتشريح. ابنته
. الفريق قال بأن عملية الاغتصاب .لا أساس لها من الصحة. سألتهم برأيكم ماهو سبب الموت فقال لى أحدهم .الغرق فلا يوجد فى جسمها أثر لضربة ولا (كجمة )باستثناء منكبها الذى يوجد فيه جرح. ويقولون بأن سبب ذلك هو حاشية (إفوص )حيث رأوا على حاشيته قطرة أو قطرتين من الدم .ويقولون بأن نعلها. وجد معها. حيث وجدوا واحدة مازالت فى رجلها والأخرى فى ( إنفوص) ويؤكدون بأنها لم يتم إغتصابها. بتاة
هذ من الناحية الطبية.والعهدة على الفريق الذى قام بالتشريح.

كما وصلنى الآن بأن .(بأن مغطايت (إنفوص ).وجدت داخله
بعد تفريغه بحضور الشرطة
.البعض يقول .بأنها سرقت منذ أيام. وليس له غطاء. والبعض يقول بأن غطاء إفوص. وجد داخله. إلى غير ذلك من الأنباء المتضاربة.
بعد انتهاء التشريح. نادى وكيل الجمهورية لوالدها. وحضر رفقة أشخاص كنت أنا من بينهم. وقال له هذ هو الطبيب الشرعى والفريق الذى أشرف على التشريح.(. ألكلام من فم .مولاه أحلى). بدأ الدكتور يشرح ماجرى وقال بأن الوفاة طبيعية. وأن البنت لم يتم إغتصابها. كان مفوض الشرطه يقف بجانب وكيل الجمهورية. وبعد انتهاء الدكتور من الكلام تحدث والدها واعمامها. وقالوا بالنسبة لنا. نعرف بأن الأجل إذاجاء. فلا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون. ) كما أننا راضين بقضاء لله وقدره .لكن مانخشاه. أن يكون ( متفكرش فينا حد. أيمشى .كعب اصحاح )كانت كلامات معبرة وقوية . فى مشهد من مشاهد الحزن والابتلاء.
.
تدخل الدكتور وقال أبشروا بأن إبنتكم لم يتم إغتصابها..وأن وفاتها طبيعية
قاطعه وكيل الجمهورية. قائلا .أي دليل وأي. شبهة أو مشتبه فيه رأيته. فأبوابنا .مفتوحة أمامكم فى كل الأوقات .ولا حاجة لنا فى التستر على المجرمين.
عندهاجف الكلام وتاهت البلاغة
وضاعت الأحرف وتلعثمت الكلمات
واستلم محمد جثة ابنته راض بقضاء الله وقدره. صابرا محتسبا .نسأل الله ان أن يجيره فى مصيبته ويعوضه خيرا منها . وإنا الله وإنا إليه راجعون.

 

من صفحة اسحاق الفاروق