منصة الفيس بوك

استطلاع حول الرئاسيات القادمة

لمن ستصوت في الرئاسيات القادمة؟
غزواني
70%
المرتجى
3%
امادي
10%
سوماري
6%
با بكاري
0%
العيد
3%
بيرام
6%
محايد
2%
مجموع الأصوات : 110

هل أراد ولد محم تمرير رسائل إقليمية من مهرجان اترارزة ؟!

أربعاء, 2017-07-12 17:46

من على ضفة النهر ومن الحدود الموريتانية السنغالية، نظم حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا مهرجانا شعبيا للتعبئة للتعديلات الدستورية، وهو الموضوع المحلي الذي يسيطر على النقاش في موريتانيا منذ بعض الوقت، غير أن رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم،

الرجل المتنفذ في دائرة صنع القرار في موريتانيا، ربما أراد من خلال خطابه تجاوز الوضع المحلي وتفاعلاته، وتمرير رسائل إقليمية بأسلوب بالغ التشفير والرمزية .

تحدث رئيس الحزب الموريتاني الحاكم عن الأمن وعن ضبط الحدود، والتنمية الزراعية والتنوع الإيجابي لسكان الضفة، وأستدعى في خطابه نهر صنهاجة، وهو الأمر المرتبط في أدبيات التحليل السياسي للعلاقات الموريتانية السنغالية بحالة الفتور في علاقات البلدين، حيث درج الخطاب السياسي الموريتاني على تسمية النهر بنهر السنغال في الأوقات التي تكون الأمور طبيعية والعلاقة على مايرام مع الضفة الأخرى، وفي أوقات الفتور والأزمات يسمى نهر صنهاجة، وهي تسمية لها ما لها من دلالة تاريخية، وما يمكن أن تحمل هذه الدلالة من شحنات في إتجاه الجنوب والشمال .

الرسائل التي أراد رئيس الحزب الحاكم الموريتاني تمريرها من خلال خطابه تضمنت أبعادا أمنية وإجتماعية وإقتصادية وتاريخية، وكانت في مجملها تتضمن التأكيد على سيادة قرار موريتانيا الخارجي وقدرتها على فرض سيادة هذا القرار وتحمل تبعات الأمر مهما تباينت مواقف بقية الفاعلين في الإقليم.

الرسائل الأمنية :

تحدث رئيس الحزب الحاكم عن الأمن ونجاح موريتانيا في فرض الأمن وإحترام حوزتها الترابية في إقليم ملتهب يعج بالصراعات والجماعات المسلحة ومشاكل الهجرة والجريمة المنظمة، بل وتجاوزت موريتانيا الأمر إلى مساهمة فعالة في فرض الأمن في مناطق أخرى من القارة، وهي رسالة مفادها أن الزمن الذي كان فيه وجود موريتانيا على تماس مباشر مع دول إفريقية تعتبر مصادر للهجرة وللتهديد الأمني محل قلق بالنسبة لنواكشوط قد ولى لغير رجعة. وأنه لايمكن التأثير على صانع القرار الموريتاني أو الضغط عليه بتهديده بالتساهل مع الهجرة أو مع الجماعات المسلحة فهو قادر على فرض أمنه وسيادته وتجاوزها لأكثر من ذلك .

الرسائل الإجتماعية :

لم يغب عن رئيس الحزب الحاكم التنوع الذي تتميز به ولاية اترارزة والضفة منها خصوصا والتداخل بينها وبين الضفة الأخرى، والتنوع العرقي الذي تتميز به، فتحدث عن التنوع الإيجابي والتكامل بين مختلف مكونات المنطقة وإندماجها في العملية التنموية كوسيلة وحيدة للتغلب على المشاكل الإقتصادية وعلى التفاوت الطبقي والإجتماعي وعلى مختلف رواسب الماضي، وهنا تكمن الرسالة في أن محاولات اللعب على الملف العرقي في موريتانيا أمر متجاوز ومن يعول عليه يعلب في المكان الخطأ .

الرسائل الإقتصادية :

لم يغب عن رئيس الحزب الحاكم وهو يتحدث، أنه يقف على شاطى نهر وفوق أرض خصبة، وأن نظامه يركز عليها ويسعى لخلقها كقطب زراعي ورافد من روافد الإقتصاد الموريتاني، مستشهدا بأرقام وإحصاءات تؤكد أن الوضع الزراعي على الضفة اليوم يختلف كثيرا عن أوضاع سابقة، وهي رسالة مفادها أن النظام الموريتاني يركز على الزراعة ويشتغل على تأمين سلة غذائية من داخل أرضه وبسواعد أبنائه، وأن المستقبل القريب قد يحمل تغيرا جذريا وهو أمر يعني المغرب أكثر من السنغال .

الرسائل التاريخية :

خلال خطابه تحدث رئيس الحزب الحاكم عن نهر" صنهاجة" بدل نهر السنغال، ووصفه بالنهر الخالد، وهو إستدعاء لايمكن تجاهله في ظل الخلاف الصامت الذي يسيطر على العلاقات الموريتانية المغربية، وما عرفته الأعوام الماضية من إرتفاع منسوب التوتر بسبب ملف "الكركرات"، ولاحقا بسبب كلام رئيس حزب الإستقلال المغربي الأمر الذي أستدعى إعتذارا هاتفيا من الملك المغربي ورسالة منه يحملها وزيره الأول، فهل أراد رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا من خلال إستدعاء نهر صنهاجة التذكير بدرس من دروس الثانوية في مادة التاريخ يتحدث عن البدايات لدولة المرابطين ونقاط تجمعهم الأولى قبل إعلان الدعوة ثم التوجه شمالا لتوحيد القبائل، درس التاريخ ليس غريبا على الحزب الحاكم في موريتانيا، وسبق أن لعبه بتمكن أيام خلافه مع حزب الإستقلال المغربي وبيانه الشهير"نحن بناة مراكش".

عموما كان الحزب الحاكم في موريتانيا يسابق الأحداث لترتيب صفوفه وبيته الداخلي قبل حملة تعديلات يظهر أنها تواجه بمعارضة قوية، إلا أن المدينة التي أختار لمهرجانه الكبير، وكلام رئيسه والمفاهيم التي أستخدم أعطت لكلامه رسائل أخرى تجاوزت وضع الحزب المحلي والملف الداخلي الذي يعكف عليه ويشتغل، وهي رسائل لايمكن إهمالها ..فهل كان الأمر مجرد صدفة أم أن المحامي الشاطر أراد ضرب أكثر من هدف من على منصة واحدة.؟

البديل

اقرأ أيضا